أفضل ما يشتغل به المسلم ليالي العشر الأواخر من رمضان هو الصلاة ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحييها بالقيام، وما عداها فالأفضل أن يشتغل بما هو الأصلح لقلبه من الصلاة والذكر وتلاوة القرآن إلى غير ذلك من أنواع القرب، والمهم أن يكون لديه همة عالية وحرص على اغتنام أيام هذا الشهر الكريم ولياليه في ما يزيده تقوى ويقربه إلى الله زلفى، وأن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان. والاعتكاف شرعا مأخوذ من الفعل اللازم الذي مصدره: عكوف، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: التاء في الاعتكاف تفيد ضربا من المعالجة والمزاولة لأن فيه كلفة، كما يقال: عمل واعتمل وقطع واقتطع. والاعتكاف من الشرائع القديمة، قال الله تعالى: (وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين). وكان الاعتكاف معروفا في الجاهلية قبل بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما يدل لذلك حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال : كنت نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أوف بنذرك). * عضو هيئة كبار العلماء