استمتعت بتتبع رصد الدكتور عبد الرحمن الشبيلي لتاريخ التلفزيون ونشأته قبل نصف قرن. ورغم مشاهدتي لأغلب الحلقات التلفزيونية التي أعدتها قناة (الثقافية) وبحوار جميل مع المذيع النابه عبدالرحمن السعد قبل فترة إلا أن خروج هذه الوثيقة بهذه الصورة بكتاب شدني لقراءته والاستمتاع بما فيه. هناك الكثير من المواضيع التي يتوجب التوقف عندها لأهميتها ولكني سأكتفي بإطلالة أول امرأة من الشاشة الفضية، فالشبيلي بحكم معاصرته وحضوره الفاعل لمخاض الولادة وتتبع سنواته الأولى من عام 83 وحتى 1397ه كمدير للبرامج فمدير له وهو أول سعودي حصل على الدكتوراه في مجال الإعلام، نجده يقول وقوله الفصل : إن بداية البث من الرياضوجدة بتاريخ 19/3/1385ه الموافق 17/7/1965م من المغرب إلى العشاء ولفترة ساعة، وكان هناك عرض لبعض الأغاني لطلال مداح ووديع الصافي وفهد بلان، ثم عرض للوحتي كاريكاتير مرسوم عليها شخصية ذات بشرة سمراء واقفا خلف شباك زنزانة سجن وهو يغني أغنية سيد خليفة السوداني ( إزيكم كيف انكم ، صار لي زمان ما شفتكم )، وصادف أن كان إسماعيل الأزهري رئيس وزراء السودان في ضيافة الملك فيصل مما أوقعهم في حرج وعتاب. وكان التلفزيون في السنة التالية يعرض أغاني لأم كلثوم ووردة ومهرجانات بعلبك لفيروز وصباح. وأن أول فتاة سعودية ظهرت على الشاشة كانت دنيا البحيري ضمن برنامجي (الأسرة) و(أضواء الشاشة) عند افتتاح محطة الدمام عام 1389ه / 1969م وكان التلفزيون يسمح بمشاركة المرأة صوتا بلقطات يكتفى منها باليدين، وكنت أتذكر أن أحدهم يركع أمام التلفزيون ليرى جزءا من جسمها، وذكر منهن الزميلات فريال كردي ومنيرة الأحيدب ولولوة إبراهيم العماري بالصوت فقط. أما أول امرأة ظهرت على التلفزيون تقرأ نشرة الأخبار فهي المذيعة بإذاعة جدة ثم إذاعة لندن هدى عبدالمحسن الرشيد وهي التي كانت في زيارة للرياض صيف عام 1394ه / 1974م.. وأول أغنية لمطربة سعودية ظهرت عام 1396ه للمطربة المعروفة عتاب. هذا ليس عرضا أو نقدا أو تقريضا للكتاب ولكنها إشارات سريعة التقطتها ليعرف هذا الجيل ما عاناه من سبق، والشكر والتقدير للراصد والمتتبع للإعلام بفئاته وأصنافة المتعددة الدكتور عبد الرحمن الشبيلي. [email protected]