قرع (أبو طبيلة) طبلته في ساعة متأخرة من ليلة البارحة في بعض الأحياء الشعبية والقرى والهجر التابعة لمحافظة الأحساء مرددا بين أزقة وممرات الأحياء الشعبية عبارته الشهيرة «اقعد اقعد يا نايم.. اذكر ربك الدايم» «اشرب ميه القراح.. قبل يأتيك الصباح» منبها الأهالي بدخول وقت السحور الرمضاني. هذه المظاهر الجميلة تأتي دائما مع دخول رمضان وإن اختلفت التسميات ففي القرى الشرقيةبالأحساء يطلق عليه (أبو طبيلة) أو (الطبال) أما في القرى الشمالية فيطلق عليه (المسحر). فيما يشتهر في كثير من المدن والدول بالمسحراتي. وعلى الرغم من وجود المنبهات باختلاف أنواعها إلا أن أبو طبيلة يستعد بالتجهيز للإعلان عن وقت السحور في ليالي رمضان قبل دخوله بيومين أو ثلاثة أيام، نظير حصوله من الأهالي عند انتصاف شهر رمضان على أجر بحسب كل ما يجود به كل واحد منهم وذلك عندما يحيي أطفالهم احتفالات القرقيعان، أما في صباح يوم عيد الفطر المبارك فتمتلئ جيوبه بشتى أنواع الحلويات والأكلات الرمضانية الاحسائية التي اشتهرت بها الأحساء والتي يوزعها الأهالي لأبو طبيلة ورفاقه من أطفال القرية أو الحي أو الهجرة. (عكاظ الأسبوعية) رافقت صالح حسين العبيد الذي اشتهر بهذا الموروث الرمضاني في حي المقابل بمبرز الأحساء والذي قال تعلمت هذا المورث من والدي يرحمه الله، حيث كنت أسير خلفه أثناء سيره في الطرق وعندما كبر والدي عهد لي بتلك المهنة واستمررت في ذلك حتى الآن رغم وجود التلفزيون والساعات المنبهة، مضيفا إنه تعلم ترديد الأهازيج المحضرة للاستيقاظ والتسحر وإن كان يتمنى أن يكون صوته عذبا كوالده الذي كان يبكي الناس لعذوبة ألحان أهازيجه التي تحث على العبادة والصوم والتسامح. أبو طبيلة، الذي يخرج لقرع الطبل في الواحدة والنصف ولمدة ساعة أو أكثر، أشار إلى أن الظروف قد تغيرت وأصبح الناس لا ينامون إلا بعد صلاة الفجر وممرات الأزقة ممتلئة بالأطفال والمارة ومع ذلك مازال يصر على الاستمرار على هذا الموروث الذي يبكي الناس مع قرب انتهاء شهر الخير.