لا يزال "أبو طبيلة" يمثل أحد المظاهر المميزة لشهر رمضان المبارك في الأحساء، ولا تكتمل صورة المشهد الرمضاني دونه، وهو موروث قديم ارتبط بعادات وتقاليد الأحسائيين، وظل صامداً يمارس مهنته طوال ليالي الشهر الفضيل منذ مئات السنين في إيقاظ الصائمين لتناول وجبة السحور بالرغم من دخول التقنيات الحديثة، والسهر حتى ساعات الصبح الأولى أمام شاشات التلفاز وفي المطاعم والمقاهي والمجمعات التجارية والأسواق. وقال الشاب جابر الخطام إنه يمارس هذه المهنة منذ 9 سنوات في وسط أحياء مدينة الهفوف التابعة للأحساء، ولم يفكر خلال هذه الأعوام بالاستغناء عنها أو تركها، بل سيواصل مزاولتها، إذ إنها أكسبته احترام الناس وودهم له بشكل كبير وتعاطفهم معه، ويستمتع وهو يتجول في الحارات معلنا عن وقت السحور، وهو ما شجعه على الاستمرار فيها، مبيناً أنه يبدأ الطواف على الحارات من الساعة الحادية عشرة والنصف ويستمر حتى الثالثة فجراً، وفي ليلتي الخامس عشر "القرقيعان" وليلة الثلاثين "العيد"، أقف عند باب كل منزل، أردد بعض الأهازيج الشعبية والأدعية حتى يخرج أفراد العائلة من المنزل، ويعطوني إكراميات وعيديات. وأبان أن هذه الأهزوجة "اقعد اقعد يا نايم... اقعد اقعد تسحر ... لا إله إلا الله محمد رسول الله.. سحور يا عباد الله"، هي الأهزوجة الموحدة والثابتة لجل العاملين في "أبو طبيلة" بالأحساء. وأضاف أنه يبدأ الاستعداد من شهر شعبان لممارسة هذه المهنة الموسمية، بشراء "طبل" ذي جودة عالية أسطواني الشكل مصنوعة قاعدته من الجلد، والسطح الخارجي من الحديد، وعصوين من الخيزران. وذكر الخطام أن جميع العاملين في مهنة "أبو طبيلة"، يحاولون عدم طرق طبولهم عند الاقتراب من أحد المنازل المتوفى عند هم قريب داخل المنزل وذلك احتراماً لمشاعرهم، وأن هناك تقسيماً واضحاً في نطاق عمل كل واحد منهم دون تداخل في تلك التقسيمات، ولا يمكن أن يلتقي اثنان في منطقة واحدة، مؤكداً أن جميع العاملين في هذه المهنة يعملون نهاراً في أعمالهم المختلفة وفي الليل يقوم بمهنة "أبو طبيلة"، وجميع العاملين فيها شباب سعوديون من أبناء الحارة أو البلدة نفسها. وأشار إلى أن فكرة ركوب مجموعة من "أبو طبيلة" في سيارة مكشوفة والتجول في الأحياء، جرى تطبيقها قبل عدة سنوات إلا أنها فشلت ولم تحظ بترحيب الأهالي.