للوالدين حقوق جعلها الله جل جلاله رفق عبادته.. ومع ذلك يتجاهلها البعض من الشباب، أو هم لا يوفونها حقها، في الوقت الذي تقول الآية الكريمة في سورة الإسراء: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبِالوالدينِ إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا). وفيما روي أن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين علي رضي الله عنه فقال: إني أجد في رزقي ضيقا. فقال له: لعلك تكتب بقلم معقود فقال لا. قال : لعلك تمشط بمشط مكسور. فقال: لا. قال: لعلك تمشي أمام من هو أكبر منك سنا فقال: لا. قال: لعلك تنام بعد الفجر. فقال: لا. قال: لعلك تركت الدعاء للوالدين. قال: نعم يا أمير المؤمنين. قال: فاذكرهما فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ترك الدعاء للوالدين يقطع الرزق. لا تبخل على والديك بدقيقتين من وقتك بالدعاء لهما. اللهم يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم ندعوك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت أن تبسط على والدي من بركاتك ورحمتك ورزقك أحياء وأمواتا. اللهم ألبسهما العافية حتى يهنآ بالمعيشة، واختم لهما بالمغفرة حتى لا تضرهما الذنوب. اللهم اكفهما كل هول دون الجنة حتى تبلغهما إياها.. برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم لا تجعل لهما ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة من حوائج الدنيا هي لك رضا ولهما فيها صلاح إلا قضيتها. اللهم ولا تجعل لهما حاجة عند أحد غيرك. اللهم وأقر أعينهما بما يتمنيانه لنا في الدنيا. اللهم ارحمهما واغفر لهما وأعنهما على تجاوز الصراط كلمح البصر. اللهم نقهما من الذنوب والخطايا واغسلهما بالثلج والماء والبرد. اللهم اجعل آباءنا وأمهاتنا من أهل جنة الفردوس الأعلى واجعل الحوض موردا لهما والرسول صلى الله عليه وسلم شافعا لهما والولدان المخلدين خدما لهما والقصور سكنا. وفيما روي عن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه.. وعن عبدالله بن دينار عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا من الأعراب لقيه بطريق مكة فسلم عليه عبد الله بن عمر، وحمله على حمار كان يركبه وأعطاه عمامة كانت على رأسه، قال ابن دينار فقلنا له: أصلحك الله إنهم الأعراب. وهم يرضون باليسير. فقال عبدالله بن عمر: إن أبا هذا كان ودا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي. رواه مسلم. السطر الأخير: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يجزي ولد والدا إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه.