تعقد الدهشة لسان أي مسلم قرأ تاريخ وسيرة النبي عليه الصلاة والسلام، خصوصا علاقاته الأسرية مع نسائه وبناته وأهل بيته إذ كان حفيا بالجميع ومحبا ودودا للكل، وواقعيا في الحكم على حراك الإنسان ونشاطه في الحياة سواء كان رجلا أم امرأة، وعندما احتاجت السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها محمدا عليه السلام ليكون أجيرا عندها وعرضت عليه العمل لم يتبرم من العمل تحت إدارة امرأة كونه رجلا وسليل أسرة هاشمية، وحفيد نسب مكي كريم، بل كان مبادرا لأن العمل والانتاج لا يفرق بين أن تكون رئيسا أو مرؤوسا قدر ما يعني أن تكون القوي الأمين والذراع الأيمن لمن اختارك ثقة بك، هذه السيدة الكريمة استمرت في تجارتها بعد اقترانها بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولم يتبدل موقف نبي الأمة من عمل زوجه خديجة سيدة أعمال ولم ينكر عليها بعد أن تبوأ مكانة مقدسة عملها ولا تجارتها بل كانت مستشارته وعونه عندما دهمه الخوف مما تنزل عليه من الوحي، وبذا تكون أم المؤمنين خديجة بنت خويلد أول سيدة أعمال في تاريخ العرب والمسلمين شرفت بالاقتران بنبي الأمة فمن أين تستقي أصوات تعارض عمل المرأة هذه المواقف المتشنجة؟ أليس لهم في رسول أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر؟