منذ البداية.. كانت الصورة واضحة ومقروءة، ذلك الإعلام المرئي الفضائي، هو أخطر مستجد إعلامي آنذاك على الساحة الإعلامية العالمية. وفي العام 1993م، أصدرت مجلة «الفضائية» من «بيروت» كأول مطبوعة عربية تهتم بشؤون البث التلفزيوني الفضائي وعالمه الكبير، إضافة إلى الاهتمام الكبير بعلوم الفضاء في القرآن الكريم والسباق الأمريكي الروسي لغزو الفضاء، وكان السعر المادي لمواده العلمية الإعلامية من أغلى الأسعار لدى الوكالات الصحفية العربية. وقد أبرزت «الفضائية» في أعدادها الأولى قصة تأسيس «عربسات» ودور المملكة العربية السعودية في ذلك التأسيس، ومساهمتها المالية الأكبر.. لتأسيس تلك المنظمة العربية للاتصالات الفضائية. ثم كانت الدعوة إلى إطلاق قناة «القرآن» الكريم.. كقناة تلفزيونية فضائية قرآنية.. متخصصة في علوم القرآن، وعلاقة القرآن بالإنسان، وعلاقة الإنسان به. ثم كان استطلاع آراء عدد من العلماء والمفكرين والإعلاميين، حول تلك الدعوة، فكان اللقاء مع العلامة محمد متولي الشعراوي رحمه الله، والذي قال «سأطرح هذه الدعوة ك(قضية) على منظمة المؤتمر الإسلامي آنذاك منظمة التعاون الإسلامي حاليا». وأضاف «لأن الاستفادة من معطيات البث التلفزيوني الفضائي.. عمل ضروري لأصحاب الرسالات». وقال وزير الإعلام السعودي الأسبق الدكتور محمد عبده يماني رحمه الله: «يجب أن تتعاون المنظمات الإسلامية الكبرى، وأن تؤسس هذه القناة التلفزيونية الفضائية، وسأكون مستعدا للمساهمة فيها.. ماديا ومعنويا». وفي العام 1998م وفق الله الشيخ صالح كامل لإطلاق قناة «اقرأ» عبر شبكة تلفزيون art. «إنها (أقرأ) حتى وإن غفلنا عنها، تخفت أحيانا، ويكون صوت الضجيج أعلى من همس الغار، لكنها موجودة في الأعماق، وإذا أنصتنا قليلا لنبض الوعي، فستكون همسة الغار أعلى من كل الأصوات». ذلك ما قاله الدكتور أحمد خيري العمري، في كتابه «البوصلة القرآنية».