عند الوصول الى مسجد الميقات يلفت أنظارك جموع المصلين المغادرين الى بيت الله الحرم في مكةالمكرمة، ويعرف هذا المسجد بعدة أسماء، فهو مسجد الإحرام أو الميقات؛ لأن أهل المدينة والذين يمرون عليه من غير أهلها يحرمون منه، وهو من المواقيت التي حددها النبي عليه السلام، كما يعرف بمسجد «أبيار علي»، وسمي بهذا الاسم لأن الخليفة الراشد علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قام بحفر آبار عندما أقام في ذي الحليفة في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، كما يعرف باسم مسجد الشجرة ومسجد «المعرس»، ويقع هذا المسجد ضمن امتداد وادي العقيق، وهو واد مبارك كما أطلق عليه النبي هذا اللقب، وقد أصبح موقعا للإحرام لمن يريد الحج أو العمرة ويؤم المصلين به في شهر رمضان المبارك الشيخ عبدالله القرافي والشيخ محمد البرهجي، يفضل عدد من سكان المدينةالمنورة والزوار أداء التروايح في مسجد الميقات في ظل ازدحام المسجد النبوي. ويقع المسجد على الجانب الغربي من وادي العقيق ويبعد عن المسجد النبوي قرابة أربعة عشر كيلومترا، وبني المسجد في عهد عمر بن عبدالعزيز، وجدد في العصر العباسي، ثم في العصر العثماني في عهد السلطان محمد الرابع، وكان صغيرا ومبنيا من اللبن والحجارة، ولم يكن الحجاج والمعتمرون في المواسم يجدون راحتهم فيه، فأمر الملك فيصل رحمه الله بتجديده وتوسعته. ومع زيادة أعداد الحجاج والمعتمرين، أمر الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله بمضاعفة حجمه وتزويده بالمرافق اللازمة، فأصبح المسجد محطة متكاملة للمسافر بعد أن بني على شكل مربع مساحته ست آلاف متر2، ويتكون من مجموعتين من الأروقة تفصل بينهما ساحة واسعة مساحتها ألف متر، وله أقواس تنتهي بقباب طويلة يبلغ ارتفاعها عن الأرض 16 مترا، ويتسع المسجد ل5 آلاف مصل، وللمسجد مئذنة متميزة على شكل سلم حلزوني ارتفاعها 62 مترا.