في الوقت الذي يفضل فيه المسلمون أداء العمرة في هذا الشهر الفضيل لاحتساب ثواب الأجر العظيم لابد من معرفة مسجد الميقات أو كما يطلق علية "مسجد الشجرة" بالمدينةالمنورة، الذي يعد من أبرز المساجد في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ لأنه المسجد الذي يحرم منه كل من نوى الحج أو العمرة من أهالي طيبة الطيبة أو من يمر بها من الزوار الذين يقصدون بيت الله العتيق بمكةالمكرمة أو الزائرين لمدينة المصطفى. ويفضل عدد من سكان المدينةالمنورة والزوار أداء التراويح في مسجد الميقات في ظل ازدحام المسجد النبوي في هذا الشهر، ويقع مسجد الميقات في الجانب الغربي من وادي العقيق، ويبعد عن المسجد النبوي نحو 12 كلم، وبني أول مرة في إمارة عمر بن عبد العزيز على المدينةالمنورة 87 93. وجدد في القرون التالية عدة مرات، كان آخرها في عهد الملك فهد بن عبد العزيز-رحمه الله- حيث أمر عام 1405، بمضاعفة حجمه عدة أضعاف، وتزويده بالمرافق اللازمة، فبني على شكل مربع مساحته 6 آلاف متر مربع. ويتكون المسجد من مجموعتين من الأروقة تفصل بينهما ساحة واسعة مساحتها ألف متر مربع، وفيه أقواس تنتهي بقباب طويلة، وللمسجد مئذنة متميزة على شكل حلزوني يبلغ ارتفاعها 64 م، وتتصل بالمسجد مباني الاغتسال والوضوء ولبس الإحرام ومواقف للسيارات. وهو من المواقيت التي حددها النبي عليه الصلاة والسلام، ويعرف بمسجد أبيار علي وسُمّي بهذا الاسم لأن الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضى الله عنه كما تقول الروايات قام بحفر آبار عندما أقام في ذي الحليفة في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، كما يسمى مسجد الشجرة لأن النبي عند خروجه إلى مكة للعمرة أو الحج كان ينزل تحت ظل شجرة في هذه الناحية يصلي، ثم يهل محرماً يريد العمرة أو الحج ويقع ضمن امتداد وادي العقيق وهو واد مبارك كما أطلق عليه النبي عليه الصلاة والسلام هذا اللقب، وقد أصبح موقعًا للإحرام لمن يريد الحج أو العمرة. ويعرف أيضا بمسجد الإحرام أو الميقات ويطلق الناس على هذا الموضع الكثير من الأسماء وهي ذو الحليفة، مسجد الميقات، ميقات الإحرام، الإحرام، المحرم، كما يعرف أيضاً ب "الحسا". ويشير المواطن حمود الرشيدي وهو أحد الموظفين بالمسجد، إلى أن مسجد الميقات تظل أبوابه مشرعة على مدار 24 ساعة على مدار العام، وذلك لاستقبال المصلين والمعتمرين، ولا تغلق أبوابه مطلقاً، وفي شهر رمضان المبارك يتم تكثيف العمل فيه، مواكبة لزيادة أعداد المعتمرين الذين يمرون به ويحرمون للعمرة منه، حيث يتم تكثيف الموظفين المكلفين بالعمل فيه، مع زيادة عدد المراقبين الموقتين.