استنكرت عدد من المثقفات العمليات الإجرامية التي تستهدف أمن الوطن مؤكدات في الوقت نفسه أن الجميع معنيون بتفعيل المسؤولية الفكرية والثقافية لمساندة الجهود الأمنية في تجفيف منابع الإرهاب. وفي هذا السياق أوضحت الكاتبة نبيلة محجوب أن الإرهاب بمثابة تضليل فكري في أساسه ثم بعد ذلك يبدأ الجزء العملي من خلال معسكرات التدريب على القتال والاقتحام واستخدام الأسلحة والمتفجرات، لذلك لا بد من مواجهته فكريا من خلال الندوات الفكرية والثقافية لكل فئات المجتمع حيث أصبح الجميع مستهدف خصوصا بعد توجه الدولة بكافة أجهزتها اهتماما بالشباب. وأضافت أن المرأة أصبحت هدفا للجماعات الإرهابية سواء كانت مشاركة في العمليات أو داعمة بأي شكل من الأشكال، إذن القضية ليست في المواجهة الفكرية ولكن في مراجعة تعاطي المؤسسات التعليمية وفكر المعلمين والمعلمات في المدارس والأساتذة في الجامعات حماية لأبنائنا وبناتنا من هذا الفكر الضال. ومن جهتها، نوهت الكاتبة والمثقفة عبير سمكري إلى خطورة الفكر الإرهابي وإلى إشراك المرأة ضمن منظومة العمل الإجرامي واستخدامهن في تنفيذ المخططات الإجرامية مستغلين خصوصية المرأة في بعض الدول العربية التي تعامل المرأة والأسرة بقالب مختلف على سبيل المثال واستثناء المركبات التي بداخلها نساء وأطفال من التفتيش بمنافذ المدن وأثناء الجولات الميدانية الأمنية داخل المدن أيضا، بالإضافة إلى إمكانية النساء الدخول إلى بعض المنشآت الحكومية والتجارية المختلطة بدون الخضوع للتفتيش أو الرقابة نظرا لتحفظ المجتمع حول تفتيش النساء والأطفال وخلو بعض المنشآت من الحراسات الأمنية النسائية المدربة. فيما قالت المحامية أميرة طه بأنه «ليس بالجديد ولا المستغرب على الخلايا الإرهابية استخدام النساء والأطفال في تنفيذ مخططات القتل والتخريب التي يسعون إليها وزعزعة الأمن وزرع الخوف والقلق في قلوب الأفراد والمجتمع والحكومات»، مبينة أن سياسية الفكر الإرهابي تقوم على استغلال أصحاب النفوس الضعيفة والقلوب المرهفة ممن يسهل تجنيدهم وضمهم لجماعات الإرهاب لسهولة شحن عقول هذه الفئة بالأفكار الهدامة وشحنهم على الأمة الإسلامية تحت لواء التشدد والغلو الذي لا تدرك خطورته هذه الفئة ومنها صغار السن من المراهقين والنساء والأطفال، مستغلين خصوصية المرأة التي منحها إياها الدين والدولة التي تطبق الشريعة الإسلامية وتلزم النساء بالحجاب الشرعي وحفظ مكانتها وخصوصيتها في الأماكن العامة والمختلطة. ومن جانبها، أرجعت أروى عرب الأستاذة المساعدة في قسم علم النفس في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة هذه الأعمال الإرهابية إلى التنشئة الأسرية سواء كانت تتبع اسلوب التدليل أو القسوة أو غيرها من السلوكيات الخاطئة في التربية، وتضيف: ينبغي أن نسهم بدءا من الأسرة في مساندة الجهود الأمنية لمواجهة الإرهاب وذلك بالقيام بمبادرات توعوية وأهمية غرس القيم وفتح باب الحوار مع الأبناء، فكلما شعر الفرد بالأمان النفسي والأسري وكان لديه وعي بذاته ومسؤوليته تجاه مجتمعه أدى ذلك إلى الحصانة النفسية والفكرية ضد هذه المخاطر.