شهدت منافذ البيع الكبرى في منطقة عسير، ازدحاما شديدا فاق توقعات التجار، حيث كانت الأسواق تشهد أفواجا من المتسوقين ليلة غرة رمضان، لشراء الأطعمة والمأكولات بمختلف أنواعها، وعلى غرار الليلة الأولى من الشهر المعظم شهدت مراكز التسوق خلال ساعات النهار إقبالا ملحوظا من الصائمين على الشراء، فيما قدمت المتاجر عروضا غازلت المتسوقين، ووجدت منهم فريسة سهلة للتخلص من المنتجات، بينما يؤكد عدد من المستهلكين أن «حمى شراء» حاجيات رمضان، هي المبرر الحقيقي للازدحام الملحوظ في مراكز التسوق. «عكاظ» رصدت عددا من المراكز التجارية، حيث تزاحم المتسوقون، وتسابق التجار على البيع حتى ساعات متأخرة من الليل، وعلى الرغم من بهجة المتسوقين بالأجواء الرمضانية، التي أكدت عليها زينة رمضان المنتشرة في كافة أرجاء مراكز التسوق، إلا أن شكوى المتسوقين من الأسعار لم تتوقف. وقال إبراهيم الألمعي «مواطن» التقيناه لحظة خروجه من أحد مراكز التسوق بأبها: «العروض الرمضانية وتخفيض الأسعار طالت كافة المنتجات، إلا أنني صدمت بالفاتورة النهائية، التي بلغت أضعاف المبلغ الشهري الذي رصدته لهذا الشهر لشراء المأكولات والمنتجات الغذائية». وفي سياق متصل، أكد حسن عسيري «متسوق»، على ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية ذات العروض الوهمية، التي تجبر المتسوق على شراء ما يفوق حاجته من سلع بدافع التخفيض المبهم، موضحا أن العروض تدفع المواطن إلى اتباع سياسة استهلاكية بحتة، حيث تضطر المتسوق لدفع ثمن المنتج أو العبوة مرة ونصف مقابل عبوتين، على الرغم من حاجته لعبوة واحدة فقط، مضيفا إن ذلك من ألاعيب التجار، التي تهدف إلى تحقيق أكبر قدر من الربح خلال هذه الفترة. كما تحدث أحد التجار عن تجربته مع المستهلكين خلال شهر رمضان المنصرم قائلا: «تحكم الأسواق في العادة سياسة العرض والطلب، فإذا فاق حجم طلب المتسوقين للمنتجات، على المعروض منها في السوق، تحدث أزمة حقيقية، إذ يضطر التجار لمواجهة هذا العجز في المعروض، بزيادة الطلب من الموردين بأسرع وقت ممكن، فبعض المنتجات تحتاج من شهر إلى شهرين ليتم شحنها، وتوريدها عبر البواخر بحرا، الأمر الذي يدفع التاجر لشحنها جوا لتلبية طلبات المستهلكين في أسرع وقت ممكن في ظل التنافس السائد في الأسواق»، موضحا أن هذا الحل يعمل على زيادة كلفة الشحن، وبالتالي يرفع سعر السلعة على التاجر والمستهلك. من جانبه شدد رئيس الغرفة التجارية بعسير سعيد المبطي، على ضرورة توعية المستهلكين بالأسس الصحيحة للاستهلاك، مشيرا إلى أن الإقبال غير المبرر على الشراء الذي يسبق شهر رمضان، هو السبب الحقيقي وراء حدوث التضخم وارتفاع الأسعار، الذي لم يقتصر فقط على المواد الغذائية بل شمل الأثاث، والأواني المنزلية، والملابس وغيرها، لافتا إلى أنه لابد أن يكون للمستهلك دور واضح في ضبط حجم استهلاكه، وتقنين عادات الإسراف التي تبلغ أوجها في شهر رمضان.