في حين يرى بعض الموظفين، أن السهر والأعباء الاقتصادية والأسرية هي السبب الرئيسي لانخفاض إنتاجيتهم في شهر رمضان، يحذر أحد الخبراء من الوقت المهدر في هذا الشهر وانعكاساته الاقتصادية. يستهل عبدالله التويم (موظف القطاع العام) حديثه بالقول: أعتقد بأن الأعباء الاقتصادية التي تثقل كاهل الموظف في رمضان، ولاسيما الطلبات الأسرية التي لا حصر لها، تلقي بظلالها السلبية على إنتاجية الموظف، وتنعكس على أدائه بشكل أو بآخر. ويفضل أحمد مسفر (موظف قطاع عام)، تأخير الدوام في شهر رمضان إلى بعد صلاة التراويح وعلى وجه الخصوص القطاعات التي لا يمثل لها دوام الصباح أهمية للحفاظ على جودة أداء موظفيها، ومعدل إنتاجيتهم، وتجنيبهم العمل في فترات الصيام. ويقول محمد الموسى (موظف القطاع الخاص): السهر هو المشكلة الأساسية لدينا في انخفاض إنتاجية الموظف ليس في شهر رمضان فحسب، بل حتى في الشهور العادية. ويشاركه سلمان البقمي (موظف آخر في القطاع الخاص) الرأي، ولكنه يضيف قائلا: الرواتب الإضافية والمكافآت التحفيزية هي الحل الأفضل لرفع إنتاجية الموظف في شهر رمضان، فالموظف يتكبد أعباء كبيرة بسبب ثقافتنا الاقتصادية وسلوكياتنا الخاطئة في هذا الشهر، وهذا يؤثر على أدائه الوظيفي. ويرى رجل الأعمال عبدالله قنزل، تفاوت الأداء الوظيفي بناء على نوع القطاع الذي يعمل فيه الموظف، ففي حين ترتفع إنتاجية بعض القطاعات في شهر رمضان، لكونه يمثل موسما لها، كقطاع التجزئة، تنخفض إنتاجية العديد من القطاعات الأخرى. ويوضح المهندس محمد أبوداود (رئيس شركة المكونات للمقاولات) أنهم يعتمدون دوام الفترتين وردية صباحية وأخرى مسائية واعتماد المكافآت المجزية للحفاظ على إنتاجية الموظف مع انخفاض ساعات العمل الرمضانية في القطاع الخاص إلى 6 ساعات، معتبرا أنهم لا يدققون في عدد ساعات العمل بقدر تدقيقهم في إنتاجية الموظف، حيث يستطيع الموظف الكفء أن ينتج في ساعات قليلة أضعاف ما ينتجه الموظف الأقل كفاءة. ويقدر المستشار فؤاد بوقري رئيس اللجنة الوطنية للمكاتب الاستشارية، إنتاجية موقف القطاع العام في رمضان ب 15 إلى 20 % من معدل إنتاجه الطبيعي في الشهور الأخرى، مقدرا ارتفاع هذه النسبة في القطاع الخاص من 50 إلى 60 % على أقصى تقدير، مرجعا أسباب ذلك الانخفاض إلى بعض العادات الخاطئة كالسهر، والذي يعتبره من أبرز أسباب انخفاض إنتاجية الموظف في رمضان، مطالبا بتغيير هذه الثقافة الخاطئة التي تترك أثرا اقتصاديا سلبيا، وتتسبب في تعطيل مصالح الناس، خاصة في القطاعات الهامة. ومن جانبه، يؤكد الدكتور سالم باعجاجة الأكاديمي والخبير الاقتصادي المعروف، بأن إنتاجية الموظف السعودي في شهر رمضان تنخفض بنسبة 50 %، لتعادل نصف إنتاجيته في الشهور العادية طبقا لإحدى الدراسات التي أجريت في هذا الخصوص، محذرا من الوقت الكبير الذي يهدره الموظف في شهر رمضان، والآثار الاقتصادية التي ترتب على ذلك، مطالبا بزيادة الحوافز والمكافآت لتشجيع الموظف على رفع مستوى إنتاجيته في رمضان، لتلبية متطلبات أسرته، والتخفيف من الأعباء الاقتصادية التي تثقل كاهله.