الذي يزور حلقة الخضار أو المراكز التجارية أو مواقع التسواق أو يرصد الشوارع الكبيرة أو إشارات المرور هذه الأيام يشك أننا مقبلون على تحقيق معادلة (متسول لكل مواطن). بل إن أحد المتسوقين في حلقة الخضار قال ممازحا إن المتسولين أصبحوا أكثر من زبائن الحلقة. ورغم أن المتسولين ليس لهم شهر محدد يمارسون فيه نشاطهم إلا أن رمضان يظل شهرا خاصا للمتسولين، حيث تستحدث السيناريوهات للإشفاق واستدرار جيوب المحسنين ناهيك عن عبارات الاستجداء والملابس المهترئة والعاهات المصطنعة التي كانت تسيطر على المشهد بعدما أضاف إليها متسولون طرقا أخرى منها سيدات أو رجال بكامل أناقتهم للإيحاء بأنهم ليسوا متسولين أو حرفيين في هذا النشاط بل هم من علية القوم وأن ظرفا طارئا فرض عليهم طلب المساعدة ويتخذون من المستشفيات والأسواق الكبيرة مقار لهم. وكيل وزير الشؤون الاجتماعية د.عبدالله اليوسف يؤكد أن دور وزارته في ملف المتسولين واضح وأنهم يسعون لمعالجة أوضاع المتسولين، حيث تشير الإحصائيات إلى أن نحو 90% منهم من الأجانب وهؤلاء ليسوا من مسؤولية الوزارة التي تهتم بوضع المتسول السعودي حيث يتم التعامل معه من خلال خمسة أنواع، فأما أن يكون قادرا على العمل وهذا يوجه لمكتب العمل وأما أن يكون يتيما فيوجه لدور الأيتام والكبير في السن يوجه لدار المسنين وأما أن يكون معرضا للانحراف فيوجه لدور التوجيه والملاحظة وإذا كانت امرأة فتوجه إلى الجمعيات الخيرية لمساعدتها أو لدور المسنات، مشيرا إلى أنه لا توجد لديهم أي عقبات في التعامل مع المتسول السعودي، والنظام واضح في ذلك والمتسول غير السعودي مسؤولية الترحيل وجهات أخرى. ويروي مدير مكافحة التسول بجدة سعد الشهراني أنه تنظم يوميا حملات بالتعاون مع الجهات المختصة وأن مكافحة التسول في الأخير هي مسؤولية مشتركة لجهات عدة وليس جهة واحدة، كاشفا أن متسولا كان يتمثل أنه معاق «رجله مقطوعة» وبجواره عكازه.. وما إن شاهد رجال الأمن حتى أطلق «رجليه» للريح، وآخر ترك كرسيه المتحرك ولاذ بالفرار.. وحالة أخرى لعائلة جميع أفرادها متسولون وكل شخص لديه جوال بكاميرا يتبادلون به المعلومات.. كما تم القبض على متسول لديه تقرير طبي أن والده مريض بالسرطان ويريد علاجه ثم تبين أن والده متوفى. وأضاف الشهراني أنه يتم القبض على المتسولين على مدار العام وتتضاعف الأعداد في رمضان والأعياد والحج.