يودع اليوم المونديال واحدا من أبطال العالم السابقين في القمة الحاسمة التي يحتضنها ملعب أرينا داس دوناس بين المنتخبين الإيطالي الفائز باللقب 4 مرات، والأوروغوياني المتوج به مرتين، لحساب الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة. وتبدو المواجهة الأسخن بين الطرفين اللذين فشلا أمام منتخب كوستاريكا الذي استبعد من الترشيح بنسبة 99% فور إعلان القرعة إلا أنه أحرج الجميع وصعق بطلي العالم وأدخلهما نفق الحسابات المعقدة بعد قطع تأشيرة التأهل إلى الضفة الثانية من المونديال، وتفرغ اليوم للبحث عن عناصر جديدة قد يستعين بها في دور 16 حين يلاقي إنجلترا في قمة خارج الحسابات. وأصبحت إيطاليا التي فاجأت العالم بسقوط مدو في ثاني مبارياتها ضد ممثل الكونكاكاف،على شفير الخروج من المسابقة رغم أنها حققت انتصارا عريضا وصعبا على منتخب إنجلترا العريق بهدفين، لكن حاله يبدو أفضل بكثير من ضيفه الأرغواني كون التعادل سيعني تأهله بفارق الأهداف الذي سيضاعف من مسؤولية الدفاع الصلب لتعويض خيبات الهجوم. ويأمل الطليان أن ينجح ماريو باللوتلي في استعادة توازنه ووضع بصمة تعيده إلى القمة، وتمنح بلاده البطاقة الثانية، وأن يظهر كما في المباراة الأولى وليس كشبحه الذي ظهر أمام الكوستاريكيين. لكن طريق الطليان للألقاب عادة ما يكون بخروجهم الشاق من صراع المجموعات وهو ما يأمله تشيزاري برانديلي الذي سيجد نفسه أمام تحد صعب في مواجهة تحركات سواريز، وتعرض لضربة موجعة بغياب اللاعب المؤثر دي روسي ما قد يجعله أمام خيارات أقل قد تجبره على تغيير طريقة اللعب أو الزج بالبديل موتا إلى جوار ماركو فاريتي في وسط الملعب. ويرجح أن يلعب براندلي بطريقة 3-5-2 وأن تكون تشكيلة إيطاليا اليوم في الحراسة بوفون وفي الدفاع كيليني وبارزالي وبونوتشي ودي تشيليو وأمامهم كل من دارميان وأندريه بيرلو وفيراتي وتياغو موتا وأمامهما بالوتيلي وإيموبيلي. ولم تتم تجربه إيموبيلي بجانب بالوتيلي سابقا في المباريات الودية الاستعدادية وهو ما سيكون مجازفة من المدرب فيما لم تنجح طوال الفترة الاستعدادية سوى خطة 4-3-3 الهجومية بوجود إيموبيلي بجانب إنسيني وتشيرشي ولكن من الصعب الاعتماد على تلك الخطة في تلك المباراة المصيرية. أما الأرغواي فيبدو أنها تدرك أن الحظ الذي خدمها في المونديال الأفريقي لن يقف إلى جوارها دائما، وتعول على سواريز المرعب لخلخلة دفاعات الاتزوري المعقدة، إلى جانب إدينسون كافاني فيما لاتبدو ورقة المخضرم دييغو فورلان سيئة بعد أن لعب دورا مهما في إبراز قوة الفريق. ولا يبدو أن مهمة الأوروغواي ستكون سهلة فإلى جانب أنها مطالبا بالفوز فقط تدرك أن دفاعات الطليان شائكة، ووعرة وليس من السهل تجاوزها. ولم يقنع المنتخب عشاقه حتى الآن فقد خسر كثيرا من أسهمه هذا الموسم بعد أن بلغ بشق الأنفاس النهائيات وكاد يودع السباق لولا تجاوزه المنتخب الأردني. لكن خبرة تاباريز بالكرة الإيطالية وتدريبه أندية ميلان وكالياري قد تساعده في فك شفرة الدفاع الطلياني.