نوه محللون سياسيون سعوديون بأهمية زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمصر، لما تمثله من عمق الروابط، والتأكيد على الدعم السعودي اللامحدود لمصر قيادة وشعبا في سبيل استعادة دورها الإقليمي واستقرارها الأمني والسياسي في ظل التوترات التي تعصف بالمنطقة العربية. وأكد الخبير الاستراتيجي الدكتور عبدالله عبدالمحسن السلطان، أن الزيارة تعكس في هذا التوقيت عمق الروابط الأخوية والسياسية والاستراتيجية بين البلدين وقال إن القاهرة تثمن المواقف السعودية والدور الذي تلعبه المملكة إقليميا ودوليا. وأضاف أن مصر تمثل قلب العالم العربي ولها أهمية استراتيجية كبيرة ولهذا تتكالب بعض الدول على إضعافها لأن في ذلك إضعافا لقوة العرب، ولذا فإن الملك عبدالله يستشعر أهمية الدور الاستراتيجي الذي تلعبه مصر كدولة لها ثقلها الشعبي والعسكري والاستراتيجي في المنطقة، مشيرا إلى أن المساعدات التي قدمتها المملكة لمصر هي من الواجبات نحو بلد عربي مسلم مستقصد ومستهدف من جهات معروفة وخفية. وأشار السلطان إلى أنه لا يستغرب هذه العلاقة الحميمة بين المملكة ومصر والتي تمتد عبر التاريخ من روابط سياسية واقتصادية واستراتيجية واجتماعية قوية، مطالبا الدول العربية أن تحذو حذو المملكة في الوقوف خلف مصر في هذه المرحلة ودعمها استراتيجيا حتى تستعيد قوتها العربية والإقليمية. من جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود الدكتور سرحان العتيبي، أن الزيارة تأكيد جديد على تميز العلاقات بين البلدين ودعم صريح وقوي للمملكة للقيادة والشعب المصري، موضحا أن الدعم السعودي ساهم بشكل كبير في استقرار الوضع السياسي والأمني والاقتصادي لمصر. وأفاد أن المباحثات السعودية المصرية سوف تجدد التأكيد على وحدة المواقف بين البلدين فيما يتعلق بالتطورات الجارية في المنطقة. بدوره، أفاد المحلل السياسي خالد المشوح أن زيارة خادم الحرمين الشريفين، التي تعد أول زيارة لقائد دولة بعد تولي الرئيس السيسي السلطة، تمثل دعما كبيرا من قائد كبير لدولة كبرى. ورأى أن الزيارة تأتي في وقت مفصلي وهام لما تمر به المنطقة العربية، خاصة في سوريا والعراق وليبيا. وأكد أن المملكة تدعم مصر لإدراكها التام بأهميتها كقوة عسكرية واستراتيجية لها ثقلها الإقليمي والدولي. ولم يستبعد المشوح أن تكون الزيارة بداية لعودة مصر لممارسة دورها الإقليمي والعربي بعد فترة غياب قسرية نظرا للظروف التي مرت بها.