يعد حي الثقبة من أقدم وأكبر أحياء محافظة الخبر وكان يقطنه في بداية نشأته موظفو شركة أرامكو، إلا أنه شهد في الأعوام المنصرمة انتقال الكثير من سكانه لأحياء أخرى تتوفر فيها مختلف الخدمات، ما أدى الى انتشار العزاب والعمالة الأفريقية والآسيوية في مختلف أنحاء الحي حتى أصبحت تشكل خطرا على السكان والعوائل. كما أن الحي يعاني من نقص في الخدمات البلدية وتدني مستوى النظافة نظرا لانتشار العديد من المحلات التجارية متنوعة الأنشطة في طرقات وشوارع المنطقة. وفي السياق اشتكى حزام الجبيري «أحد سكان الثقبة» من مضايقات العزاب للعوائل وسكنهم بجوارهم مشيرا الى أن منزله ومجموعة من جيرانه أصبح محاطا من كل الجهات بالعمال العزاب الذين أصبح عددهم يتزايد بكثرة في السنوات الأخيرة ،ما يشكل خطرا وهاجسا كبيرا لدى الأسر. وحمل المكاتب العقارية مسؤولية انتشار العمال والعزاب داخل الحي، بسبب تأجيرهم الكثير من المنازل عليهم طمعا في جني الأموال متجاهلين ما يقع من الضرر عليهم بسبب سكنهم بجوارهم. وذكر أن الكثير من العمالة الوافدة أصبحت تدير شققا مفروشة تؤجر بالساعة مما يجعلها هدفا لأصحاب النفوس الضعيفة ويستخدمونها لأمور منافية للأخلاق. وأشار أحمد الشمالي «من سكان الحي القدماء» إلى أن حي الثقبة كان يتميز في بداياته بترابط أبناء الحي، ولم يكن يقطن بينهم أي غريب، وذكر أن سكان الحي كان معظمهم من موظفي شركة أرامكو إلا أنهم انتقلوا في الآونة الأخيرة إلى الأحياء الحديثة وأجروا منازلهم على العزاب، ولم يبق في الحي إلا أصحاب الدخل المحدود الذين لا يستطيعون الانتقال بسبب ظروفهم المالية. لافتا الى أن العمال أصبحوا يسيطرون على الحي بشكل كبير، ما أدى لوقوع العديد من الجرائم الأخلاقية التي بسببها داهمت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الكثير من المنازل. وبين أن العديد من العمال يروجون المخدرات على أبناء الحي، خاصة في الفترة المسائية، التي يكثر نشاطهم خلالها، مطالبا الجهات الأمنية بتكثيف حملاتها وزيادة عدد الدوريات العاملة في نطاق الحي للقبض على المخالفين. ويقول حامد الشهري إن حي الثقبة يعاني من إهمال وعدم اهتمام من قبل بلدية الخبر، وتفتقر شوارعه إلى الرصف والإنارة والتشجير، كما أن الكثير من منازله آيلة للسقوط وأصبحت تشكل خطرا على الأهالي والأطفال، خاصة أن بعض ضعفاء النفوس يستغلون خلوها من السكان ويمارسون فيها أعمالا مشبوهة. وأضاف بأن الطرقات والشوارع لا تحتمل الكثافة المرورية التي يشهدها الحي في السنوات الأخيرة، فمعظم شوارع الحي تجارية تنتشر فيها المحلات بمختلف أنشطتها التجارية، وأصبح كثير من الشوارع الداخلية عبارة عن أزقة ضيقة، كما أن الطبقات الأسفلتية ظهرت عليها التشققات، مطالبا بلدية الخبر بإعادة تأهيل الحي، وعمل أرصفة حديثة، مع إضافة إنارة جديدة، وتنظيم الشوارع التي تعاني من الفوضى المرورية بسبب ضيقها. وانتقد عيسى الدوسري الفوضى والتزاحم المروري الذي يشهده الحي لانتشار الشوارع التجارية بشكل عشوائي، مشيرا إلى أن أغلب شوارع الحي تجارية، معللا ذلك بسطوة الأجانب على أكثر المحلات التجارية بمساعدة مواطنين تستروا عليهم ما أحدث فوضى كبيرة عانى منها الحي طيلة السنوات الماضية، مطالبا وزارة التجارة والجوازات بنشر فرق رقابية لتفتيش المحلات وكشف حالات التستر وترحيل المخالفين. من جانبه أوضح مدير العلاقات العامة والمتحدث الرسمي لأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان أن هناك العديد من المشاريع المخصصة لحي الثقبة تعمل بلدية الخبر على تنفيذها حاليا تشمل تصريف مياه الأمطار وإنشاء مجموعة من الحدائق في الحي لتكون متنفسا للسكان والأهالي. وأضاف: الأمانة لا تميز بين سكان الأحياء في تقديم خدماتها، مشيرا إلى أن كل حي يأخذ نصيبه من الخدمات بشكل عادل، مؤكدا أنه لا فرق لدى أمانة المنطقة الشرقية بين حي راق وحي شعبي. ولفت إلى أن الأمانة ممثلة في بلدية الخبر في كل عام تطور وتعيد تأهيل الشوارع الرئيسية التي تشهد كثافة مرورية عالية، ولديها خطة لتنفيذ مجموعة من المشاريع التي تهدف لإعادة تأهيل وتطوير الحي بالكامل.