أمضى ماجد الحماد أعوام طفولته الأولى في حي الثقبة في محافظة الخبر، حين كان هذا الحي يستقطب عمال شركة «أرامكو السعودية»، وموظفي القطاعات الحكومية. ويعتبر ماجد البيئة الاجتماعية التي نشأ فيها «مميزة، وتضم أشخاصاً من مختلف الأطياف الاجتماعية»، إلا أن والده أصر على الخروج من هذا الحي، بعد أن شهد «استقطاباً كبيراً للعزاب»، وزاد «الطين بلة» توافد العمالة الأجنبية على الحي، لترتبط صورة الحي بأنماط اجتماعية «متدنية»، ويشهد ارتفاعاً في نسبة الجرائم، وسيطرة الوافدين على مفاصله، إضافة إلى افتقاره إلى خدمات البنية التحتية. ويكثر في الثقبة العمال الأجانب، خصوصاً الآسيويون والأفارقة، فيما يشهد إقبالاً كبيراً من العزاب، سواء من العمالة الأجنبية، أم من السعوديين ذوي الدخل المحدود، أو طلاب الجامعات، ما تسبب في هجرة عدد كبير من سكانه في الأعوام الأخيرة، الذين فضلوا الانتقال إلى أحياء جديدة نشأت إلى جوار الثقبة، ولم يبقَ في الحي الآن سوى أصحاب الدخل المحدود الذين لا يستطيعون شراء منازل في أحياء أخرى، نظراً لارتفاع الأسعار. وتحاصر «الصور السوداء» هذا الحي، على رغم الجهود الاجتماعية الحثيثة، لإخراجه من المشكلات الاجتماعية التي تعتريه. ويشعر زائر هذا الحي ب «الخوف والرهبة بسبب تكتلات العمالة الأجنبية بصنوفهم المختلفة، وسيطرتهم على مربعات بأكملها، وعدد من المحال التجارية التي تنتشر في الحي بصورة غريبة»، بحسب قول محمد الخالدي، الذي يقطن فيه منذ 7 أعوام. ويذكر الخالدي أن «الحي يعاني من الإهمال الشديد، «تحاصره طوابير السيارات الطويلة، بسبب الزحام الذي تكتظ به الشوارع، لكثرة المحال التجارية، فضلاً عن كون شوارع الحي ضيقة، وتفتقد التنظيم والاهتمام من بلدية الخبر». ويرى محمد القطان أن الحي «يفتقر إلى خدمات بسيطة، مثل سفلتة الشوارع والرصف، إضافة إلى إنارة بعضها، لأنها باتت تشكل خطراً كبيراً على المارة، خصوصاً في أوقات المساء، إضافة إلى سوء تنظيم الشوارع التي تشهد اكتظاظاً غريباً، بسبب كثرة المحال التي يسيطر عليها العمال الأجانب، في ظل فوضى مرورية كبيرة». فيما أوضح حمد السهلي، أنه يفكر في الخروج من هذا الحي بسبب «مضايقات العزاب، وانتشار العمالة السائبة، وكذلك انتشار الجرائم بصورة لافتة»، مضيفاً أن «العمارات التي يسكنها العزاب منتشرة بصورة كبيرة، ولا يوجد أي رادع لتصرفاتهم غير المقبولة، إضافة إلى أن الحي يعاني من الإهمال، وانتشار الأوساخ بصورة كبيرة، فضلاً عن سيطرة العمال عليه».