يرتبط مسجد الحديبية الواقع على خط مكةجدة القديم بصلح الحديبية الذي جرى بين الوفد الإسلامي برئاسة المصطفى وبين وفد قريش، وهو صلح تاريخي عظيم في بنوده إلهام وعبقرية كتبت حولها العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في تخصص التاريخ الإسلامي، ولذلك فإن العديد من المعتمرين والحجاج لاسيما المثقفين منهم وذوي الاهتمام بالمواقع التاريخية، يركبون الحافلات ويقفون على الموقع ويتذكرون ذلك الصلح العظيم الذي كان بداية فتح ونصر للإسلام والمسلمين وتمهيدا للفتح المبين فتح مكةالمكرمة وتهاوى ما كان فيها من أصنام وقضاء على الوثنية إلى يوم الدين فإذا جاء أولئك الزوار واحتاجوا لدورة مياه المسجد من أجل الوضوء للصلاة فيه ظهرا أو عصرا أو مغربا أو عشاء أو سنة فإن دورات المياه في مسجد الحديبية تروع الفؤاد وتقلب المعدة بسبب أوضاعها السيئة التي تفوق في سوئها كل وصف، وقد نقل لي من أثق فيهم أنهم شاهدوا زوارا من تركيا وإندونيسيا وماليزيا ومن دول عربية وقد غطوا أنوفهم هربا من الروائح التي تزكم الأنوف، فهل من اللائق أن يكون مسجد الحديبية أو غيره من المساجد بهذا الوضع غير المقبول وأين عنه إدارة الأوقاف والمساجد في العاصمة المقدسة.. أليس لديها مفتشون يكتبون تقارير عن المساجد وأوضاعها لاسيما التي تكون موجودة في مواقع تاريخية أو على الطرق الواصلة بين أقدس مدينتين في العالم مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة أو في المواقيت الخمسة أو في مناطق الزيارة، ويوجد من أهل الخير من هم مستعدون للتعاون معها للاضطلاع بهذا الدور والتبرع لإعادة تأهيل المساجد الموجودة في المواقع التاريخية أو على الطريق مكةالمكرمةالمدينةالمنورة. كما أن المأمول من الهيئة العامة للسياحة أن تلاحظ وتتابع أحوال المساجد الموجودة في المواقع الأثرية والتاريخية، وأن تتعاون مع إدارات الأوقاف ومع من لديه استعداد من رجال الأعمال لانتشال تلك المساجد والمواقع من أوضاعها المزرية فهذا جزء أساسي من مهام الهيئة لأنها مسؤولة عن الارتقاء بالسياحة عموما والسياحة الدينية على وجه الخصوص .. فهل تتحرك الهيئة وتقوم بما لم يقم به غيرها.. أرجو ذلك!.