طالب الباحث المتخصص في علوم التربية والاجتماع والإعلام سلمان بن محمد العمري كل من يتحمل مسؤولية عامة أو خاصة أن يدرك أن الفساد يرتبط ارتباطا وثيقا بأمن الوطن واستقراره السياسي والاجتماعي، وأكثر من يفرح بانتشار الفساد هم الحاقدون على الوطن واستقراره الأمني، وإعطاء كل ذي حق حقه في المجتمع، خصوصا الموظفين من حيث منحهم ترقياتهم والدورات الخاصة بهم، والأخذ بمبدأ العدل والمساواة بين الجميع. جاء ذلك في التوصيات التي تضمنها كتاب (الطريق إلى إصلاح الفساد)، داعيا جميع المؤسسات إلى رفع مستوى المهنية والشفافية في أنظمتها، والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في مكافحة الفساد وأهله، وعقد المؤتمرات والدورات حيال هذا الموضوع الذي يهدد الأمن الوطني، والعناية به في الأبحاث والدراسات الجامعية الجادة، وفي مراكز البحوث الاستراتيجية، وتحديد أسباب الفساد بكل صوره الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية وغيرها. أما النتائج التي توصل إليها الباحث سلمان العمري، من خلال هذه الدراسة البحثية التي حملها عنوان الكتاب، أن الفساد شر كله يدمر الإنسان، ويهدم الكيان، ويهلك الحرث والنسل، ويقتل في الناس قيم العدل والإيثار والإخلاص، وتحقيق الجودة والإتقان، وأن المشكلة ليست في وجود الفساد، بل المشكلة في عدم دفعه من قبل العلماء والمفكرين والسياسيين والباحثين عن الإصلاح والحقيقة، وضرورة التصدي لظاهرة الفساد التي تهدد الوطن والأمن والدولة والشعب، وتحديد مظاهر الفساد كحالة فردية أو كظاهرة اجتماعية، وبيان أن تلك الظاهرة موجودة في مجتمعنا وتحتاج إلى وقفة صارمة، فبسببها انتهكت المظالم وضاعت الحقوق، وتحديد وتأطير أسباب الفساد بكل صوره الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية. ويقول سلمان العمري: إنه استهدف من خلال هذه الدراسة البحثية تسليط الضوء على مفهوم الفساد، ومظاهره، وأسبابه، والاطلاع على بعض الطرق والتجارب الكفيلة بتحجيم الفساد ومعالجته، خاتما إياه بعرض نماذج وتجارب دولية في مكافحة الفساد ورفع مستوى الشفافية، وذلك من أجل استئصال أو التقليل منه على أقل تقدير. وتضمنت صفحات الكتاب التي بلغ عددها 80 صفحة، تعريف الفساد، وأمثلة عليه، ومعاني الفساد في القرآن الكريم، ومدلول مصطلح الفساد في السنة النبوية، ومظاهر الفساد، وأسبابه، وطرق معالجة الفساد، وتصدي الشرع له. وكان الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد رئيس محكمة الاستئناف بمنطقة الرياض قد قدم للكتاب بقوله: لقد خلق الله الإنسان على فطرته التي فطره الله عليها.. قال تعالى: (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم)، هذه الفطرة سليمة من الفساد في الباطن والظاهر، وعندما أرسل الله الرسل لصلاح البشرية أكد ما دعوا إليه عليهم السلام هو توحيد الله؛ لأنه يمثل الصلاح المطلق، وفي نفس الوقت جعل ما ضده وهو الشرك قمة الفساد بل أشده: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).