لامست برقية التهنئة التي بعث بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية، قلوب جميع المصريين وشعوب الأمتين العربية والإسلامية، لما حملته من معان سامية، وود وحب عميقين لشعب مصر وتمنيات حكيمة من ملك صالح، وزعيم سياسي محنك يضع مصالح الأمة العربية فوق أي اعتبار. هذه التهنئة القيمة التي اعتبرت وثيقة حب من ملك حكيم ذي بصيرة وحنكة، لم تكن مستغربة من الملك عبدالله التي تعودت مصر على مساندته ودعمه المطلق لشعب مصر للخروج من أزمته السياسية والاقتصادية باعتبار أن مصر دولة رائدة في المحيط العربي ومؤثرة في المحيط الإقليمي والدولي. لقد جسدت تهئنة الملك عبدالله، الحرص الكبير الذي يوليه على الدوام الملك الصالح لدعم مصر لتحقيق تطلعات وطموحات الشعب المصري نحو الاستقرار والمزيد من التقدم والازدهار وتمكينها من مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية، خاصة أن الملك عبدالله قد أكد في برقية تهنئته للسيسي، أن المساس بمصر مساس بالإسلام والعروبة والمملكة، وهذا يؤكد نظرة المملكة الاستراتيجية تجاه مصر ودورها المهم وعدم جواز المساس بها وعدم التدخل في شؤونها وضرورة صون مصر من كل متربص بأمنها والذي يعتبر من أمن المنطقة. ولإيجاد حلول عاجلة، دعا الملك عبدالله لعقد مؤتمر للمانحين لمساعدة مصر في تجاوز أزمتها الاقتصادية، وهذه الدعوة يجب أن تتبناها الدول العربية والمجتمع الدولي لدعم مصر وإخراجها من أزمتها الحالية التي يجب أن تكون في أولويات الرئيس المصري السيسي في المرحلة المقبلة. وجسد الملك عبدالله، قمة الفكر الاستراتيجي والرأي السديد عندما قال للرئيس السيسي، اسمحوا لي بأن أذكر نفسي وأخي الكريم بأن ميزان الحكم لا يستقيم إلا بضرب هامة الباطل بسيف عماده العدل وصلابته الحق لا ترجح فيه كفة الظلم متى ما استقام واستقر بعروة الله الوثقي، ولنحذر جميعا بطانة السوء، فإنها تجمل وجه الظلم القبيح، غير آبهة إلا بمصالحها الخاصة، هؤلاء هم أعوان الشيطان وجنده في الأرض. إن المواقف التاريخية للملك عبدالله تجاه شعب مصر، ستظل نموذجا تضرب به الأمثال، ودرسا للإخلاص والإخاء بين بلدين تربطهما وشائح عميقة ستتناقلها الأجيال عبر العقود القادمة، خاصة أن الشفافية والصراحة ووضع مصالح الأمة العربية والحفاظ على مكتسبات الأمة الإسلامية هي الرؤية الحكيمة لقائد الأمة الإسلامية الملك عبدالله الذي عودنا دائما في جميع خطاباته وكلماته التي يحرص فيها كل الحرص على وضع النقاط على الحروف وإظهار الحب والاحترام للشعوب، ومخاطبة العقل، والتعامل بحنكة وبصيرة وببعد نظر مع الأزمات والأحداث التي تمر بها المنطقة التي تتقاذفها الأمواج العاتية. إنها تمنيات من ملك حكيم لرئيس انتخبه الشعب المصري، ميزان الحكم لا يستقيم إلا بضرب هامة الباطل بسيف عماده العدل وصلابته الحق.