شعر: أحمد قران الزهراني 1 أمشي طريق الوجد، لا قلبي يوافقني على النجوى، ولا جسدي ممر العابرين الحب، لا في حالة النشوى أرى وجهي، ولا في صورة القداس. 2 هذا قريني قال لي: ماذا يضير الورد بعد قطافه إن تلقه في اليم؟! لا الأسماء تأخذ شكلها الحرفي، لا المعنى يؤثر في مزاج القارئ العادي، لا أنت المريد على الطريقة، لا الكتابة فاصل بين البداية والنهاية، حيثما ارتحلت تكون القبلة الأولى وخاتمة المطاف. 3 ما بين مرآتي ووجهي حاجز للضوء، نقرأ في خطوط الغيب ما لم تفصح الأيام عن مكنونها، فالوقت يمضي باتجاه الحزن، لا تتشابه الأوقات حينئذ، ولا يتقاسم الخصمان مفترق الطريق، كلاهما يستنفران حمية الفرسان، صوت الجرح يفصل بين قافلتين، والناجون لا مأوى لهم غير انقضاء الدرب في عين الرعاة. 4 هذا قريني قال لي: تمشي بلا هدف وتنسى ظلك المغمور في الطرقات، لا تغفل تعاويذ الكتابة قبل أن تتلبس الريح الكسيحة حرفك الأبدي، عد من حيث عاد الضوء، لا يفتنك وهم كرامة الصوفي، لا تتلبس التقوى، فلن تسري الى معراجك المختار، خذ منها.. ودع منها، منازل بعضها من بعض سحنتها، ستأخذنا الكناية عن مشاعرنا الخفية، ليس بين العاشقين كناية، كل يرى في وجه صاحبه علامات النبوءة. 5 عد يا قريني نحو نافلة الكلام، لعلنا نمضي بلا شجن إلى قوسين أدنى من ضمير محارب يقتات شكل الموت، يسترعي انتباه مؤيديه، ولا يراعي للحياة ضميرها، عد هاهنا.. فالناس فسطاطان، إما حامل هما، وإما حامل وهما، سواسية ملامحنا إذا انطفأت عيون الحق، لا خصمان في المعنى، تكبلنا الحكايات القديمة، سجننا في صورة الماضي، نرى فيه انفعال الطفل حال الصحو، صوت الأم حين الخوف، تكوين القصيدة حينما لم تكتمل، لا فرق بين المرأة الأنثى وبين السرد في لغة الكتابة. 6 أمشي وأترك خلف بابي صورتي مسكونة بالحزن، بعض قصيدة مهجورة، فنجان قهوتها المهيأ للقراءة، ظلي المنشق عني، نصفُه يمشي، ونصفٌ عقني، لم يحتمل شكي ولا حتى يقيني.