قبل عدة سنوات ذهبت بمجموعة من افلام التصوير (لتحميضها)، وصادف ان كنت في عجلة من امري فقد خرجت من استديو ذلك المصور دون أن يكتب هو اسمي أو يعطيني فاتورة، على اساس أنني سوف اعود له بعد يومين لأستلم الصور، وصادف كذلك أن سافرت في اليوم التالي، وامتد سفري لعدة اشهر، ورجعت بعدها ولكنني نسيت نهائيا أمر الصور، وتفاجأت في احد الأيام أن احد اصدقائي يحضر لي مجموعة الصور نفسها، فتعجبت من امره، وسألته: كيف عرفت بها وعرفت مكانها؟!، فقال لي: إن المصور النبيه أخذ يقلب ويتفرج على الصور فشاهد صورة تجمعني بك ونحن امام سيارتي، وقرأ لوحة السيارة، واتصل بقريب له يعمل في بوليس المرور، وعرف منه اسم وعنوان مالكها، واتصل باستعلامات التلفونات، واخذ رقم تلفون منزلي وكلمني، وذهبت إليه في دكانه، وعندما شاهدت تلك الصور تيقنت أنها لك، فدفعت اجرة تحميضها وها انذا اتيت بها لك، لكي تدفع لي ما دفعته عنك، فقلت له: خذ الصور كهدية مني واحتفظ بها كتذكار، فقال لي: لا لا اريدها فاكثرها يثير الشبهة، ولكن أرجوك هات الفلوس أحسن لك والا سوف افضح بك فدفعتها له صاغرا. وبعدها مزقت الصور، وأنا ادعو على اليوم الذي حملت فيه الكمرة. *** وافقت شركة (لويدز) للتأمين في لندن على التأمين على حياة رجل عند خطر الموت، بالطريقة التي مات بها الشاعر اليوناني القديم، (سخيلوس)، وهي واثقة من انها لن تضطر ابدا إلى دفع قيمة التأمين، والمعروف أن (سخيلوس) هذا، قد مات عندما سقطت على رأسه سلحفاة افلتت من منقار صقر كان طائرا بها. أرجوكم لا تضحكوا من ذلك فكل شيء وارد، ومما رواه، الأستاذ انيس منصور رحمه الله، أن العالم الفلكي البريطاني الكبير (باتريك مور) قد ذكر في كتابه (عشق الفلك) قال: إن كلبا صغيرا في مصر في نوفمبر سنة 1912، قد اصابته شظية من حجر مداري كان قد اصطدم بجو الأرض، ولم يجد من مخاليق ارض الله الواسعة غير ذلك الكلب المسكين ليسقط عليه ويقتله. ولو ان التأمين على الحياة حلال ومسموح به عندنا، لأمنت على نفسي بدون تردد من سهم طائش من سهام (كيوبيد) قد يفاجئني على حين غرة، فيخترق شغاف قلبي، فاسقط مضرجا بدماء الغرام، وليس في عيني قطرة واحدة. وبعيدا من ذلك كله، قد أوافق البعض عندما يعتقدون أن الحب يتطلب قليلا من الغباوة، وكثيرا من الفضول، الا أنني أزيد عليهم وأقول: إنه يتطلب كذلك ايضا ممارسة رياضة (اليوغا) والنوم على المسامير.