تعكس موافقة لجنة الخدمات المسلحة في الكونغرس الأمريكي بأغلبية ساحقة على تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة، تبدل الموقف الأمريكي حيال الأزمة السورية، الذي طالما انتظرته المعارضة طوال الأزمة منذ ثلاث سنوات. هذا القرار لا بد أن يشكل دعامة حقيقية في تقوية المعارضة السورية ضد نظام الأسد، أو على الأقل إحداث تغيير في موازين القوى على الأرض، ولا تزال الدول العربية تطالب به. ويعتبر هذا القرار عامل توازن موضوعي في الصراع الدائر في سوريا، إذ ما زالت روسيا حتى الآن تقدم السلاح النوعي من طيران وصواريخ للنظام السوري، في حين أن المعارضة ما زالت تتلمس بصيص أمل في الحصول على سلاح يجعل من المعركة متكافئة.. مع فوارق طبيعة الموقف للطرفين، فالأول المتمثل بالنظام يقتل شعبا أعزل لمجرد الرأي، فيما الطرف الثاني يبحث عن سلاح للدفاع عن النفس ووقف الإبادة اليومية بحق السوريين. إن أهمية قرار الكونغرس بالتدريب والتسليح، تأتي من دورها الفعال في رفع وتيرة الموقف الدولي حيال دعم المعارضة، فضلا عن أنه يوجه رسالة لحلفاء الأسد أن المجتمع الدولي لن يترك الشعب السوري فريسة بيدي جلاد لا يتأخر في ارتكاب المجازر بحق الأطفال. لكن السؤال الآن، متى يدخل هذا القرار حيز التنفيذ ويتحول وبأسرع وقت إلى أمر واقع، يشعر من خلاله الشعب السوري أن العالم لن يتخلى عنه في حربه الضروس مع أبشع أنواع الأنظمة الديكتاتورية. إن الوقت يمضي سريعا وآلة الحرب الأسدية البغيضة تقتل المئات من المناضلين السوريين وتذبح النساء والأطفال وتهلك الحرث والنسل، والجميع يتطلع لوضع حد لمأساة شعب شرد وقتل أكثر من نصفه خلال ثلاث سنوات، ويتنظر نهاية الكابوس الأسدي الجاثم على صدور الشعب السوري المناضل.