من المؤكد أن زيارة رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا لواشنطن وباريس، قد أحدثت إلى حد ما اختراقا في فهم الإدارتين الأمريكية والفرنسية بضرورة قضية التسليح النوعي للمعارضة، وبدون ذلك لن يحدث التوازن الاستراتيجي على الأرض السورية. وينعكس هذا الاختراق الذي جاء على لسان الجربا نفسه من باريس، عندما قال: إن مسألة مساعدة المعارضة عسكريا بالأسلحة النوعية، ستترجم الأسابيع المقبلة ترجمة حقيقية على الأرض، ولا شك أن الوعود الغربية التي حصل عليها الجربا -في حال تنفيذها- فإنها ستحدث تغييرا كبيرا في موازين القوى على أرض الميدان لصالح المعارضة، ومن ثم فإن هذا التطور الذي لطالما نادت به العديد من القوى والمنظمات الدولية، إنما يهدف بالأساس إلى إجبار النظام الأسدي البربري على القبول بالمسار التفاوضي السياسي للوصول إلى حلول ناجعة تضع حدا لمأساة شعب شرد وقتل أكثر من نصفه خلال ثلاث سنوات، وتنهي الكابوس الأسدي الجاثم على صدور الشعب السوري المناضل. ومن هنا، فإن الرأي العام العالمي الذي ظل ينظر بعين الشك والريبة لمواقف دول كبرى من هذه الأزمة، سوف ينتظر خلال المرحلة المقبلة لمعرفة ما إذا كانت هذه الوعود سوف تتحقق أم أنها ليست أكثر من مجرد «وعود»، هدفها الاستهلاك المحلي. ولا شك أن هذه الخطوة تمثل رسالة واضحة للنظام السوري الهمجي والذي كشفت مفاوضات «جنيف1و2» أنه يتهرب من الحل السياسي، وأنه يخطط لإطالة أمد الحرب، كما أنها تمثل في الوقت ذاته دعما مهما للمعارضة المعتدلة على الأرض، في مواجهة الجماعات المتطرفة التي تسعى إلى اختطاف سوريا. الغرب يشاهد مأساة الشعب السوري صامتا، والذي يجاهد من أجل إنهاء الكابوس الأسدي الجاثم على صدور السوريين.