يعقد اجتماع أصدقاء سوريا في لندن الأسبوع المقبل، في الوقت الذي تدخل مأساة الشعب السوري سنتها الثالثة، مع استمرار النظام الأسدي في التفنن في قتل الشعب والإفساد في الأرض بلا رادع، وترك الأطراف الإقليمية ترتع وتلعب في سوريا بلا عقاب ولا حساب، فضلا عن التخاذل الواضح من المجتمع الدولي الذي ظل يتابع المجازر الأسدية صامتا دون أن يتحرك. ومن الواضح أن اجتماعات أصدقاء سوريا الماضية لم تحقق تطلعات الشعب السوري الذي طالب منذ بداية ثورته برحيل النظام الأسدي، ورفع حجم سقف المساعدات اللوجستية والعسكرية النوعية للمعارضة السورية. وإذا رغب أصدقاء سوريا فعليا إيجاد حل للأزمة، فعليهم التركيز على ملف التسليح النوعي للجيش السوري الحر وعدم إضاعة الوقت كي لا تستمر معاناة الشعب السوري المناضل، خاصة أن شبيحة النظام وعصابات حزب الله وباسيج إيران الطائفية، لا يدعمون النظام البربري فقط، بل يقومون بالقتل المنظم للشعب السوري. ولا يمكن إيقاف المجازر الجماعية التي ترتكب ليلا ونهارا، إلا عبر مواجهة نظام الطاغية بشار وعملائه، من خلال تسليح نوعي للمعارضة لا سيما بالأسلحة المضادة للطائرات التي يمكن أن تحدث تحولا في طبيعة الصراع القائم على الأرض والتفوق النوعي. إن العالم اليوم مطالب أكثر من أي وقت مضى بتحمل مسؤولياته، وعدم السكوت على مجازر وجرائم الأسد اليومية، والسرعة في إقرار مشروع قانون محاسبة قيادات النظام السوري ومحاكمتهم عن جرائم الحرب التي ارتكبوها وقتلهم ل150 ألف مواطن سوري. في هذه اللحظات التاريخية التي تمر بها الأزمة السورية، المطلوب من أصدقاء سوريا أن يتثبوا أنهم أصدقاء بالقول والفعل وليس عبر إصدار البيانات، وتمكين المعارضة السورية من الحصول على السلاح النوعي، لكي يستطيعوا فرض سيطرتهم على الأراضي السورية، وتحقيق التفوق الاستراتيجي على الأرض وإنهاء الكابوس الأسدي الجاثم على صدور الشعب السوري المناضل.