يعج حي القزاز بالدمام بالعمالة الوافدة بمختلف جنسياتها ويعاني في ذات الوقت من ضيق الشوارع وتشققها والحفر الموجودة بها، ما يشكل هاجسا لسكان الحي من المواطنين الذين اعتبروا أن انتشار العمالة الوافدة في حيهم خاصة المخالفة منها يؤرقهم كثيرا لأن البعض منهم يجلس على الطرقات في كل وقت ويمثلون ربما مصدر خطر للأهالي وطلاب المدارس، الشيء الذي دفع البعض للرحيل عن الحي وهجر بيوتهم والانتقال إلى أخرى في أحياء حديثة مع تأجير منازلهم ب«القزاز» لتلك العمالة، بينما فضل آخرون الابتعاد عنها كليا لأنها أصبحت آيلة للسقوط. «عكاظ» تجولت في حي القزاز ورصدت الكثير من المشاهد التي تؤكد انتشار العمالة، ملتقية بعدد من المواطنين، وأولهم محمد السعدي الذي يقول: «العمالة الوافد تتواجد بكثافة في الحي ولو كنت استطع شراء منزل آخر بحي حديث لفعلت ذلك للابتعاد عنها لأنها تحيط ببيتي من كل الجهات وأصبحت أخاف على أبنائي منهم»، مشيرا إلى حدوث سرقات كثيرة في الحي بسبب العمالة ما أقلق الكثير من السكان، متمنيا أن تنفذ الجهات المعنية بمختلف تخصصاتها حملات واسعة بالحي للقبض على العمالة غير النظامية. ويشتكي يوسف الحامد (أب لابنتين، تدرس إحداهما في المرحلة الثانوية والأخرى في المرحلة المتوسطة)، من وجود مجمعات سكنية كبيرة مؤجرة لعمالة شركات تحيط بمجمع مدارس البنات، مضيفا «هذا شيء لا يعقل، فعلى الرغم من قرب بيتي من المدرسة وسهولة الوصول لها سيرا على الأقدام، إلا أنني أضطر يوميا لتوصيل بناتي إلى مدارسهم خوفا عليهم من مضايقة العمالة التي يتصادف خروجهم إلى أعمالهم في الصباح مع ذهاب البنات إلى المدارس». وفي ذات السياق تقول إحدى معلمات مدرسة ثانوية بالحي إن الكثير من الطالبات يشتكين من تجمع الكثير من العمالة أمام سكنهن أثناء مرورهن في الصباح. من جهته، يرى عبد العزيز السعيد، أن الحي به نقص في الخدمات البلدية المتمثلة في عدم وجود أرصفة مع ضيق في الشوارع والتي لا يتسع بعضها لمرور سيارتين في نفس الوقت، مبينا أن ذلك يشكل صعوية لدى سيارات الدفاع المدني وسيارات إسعاف الهلال الأحمر في حال حدوث حريق لاسمح الله، مردفا «الإنارة في بعض شوارع الحي ضعيفة، في ظل تشققات الإسفلت والحفر المنتشرة فيه، ما يعرض السيارات لتلفيات كبيرة». إلى ذلك، أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام والمتحدث الرسمي لأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان، أن حي القزاز يعتبر من الأحياء القديمة في الدمام، وهناك مشروع لإعادة تأهيله بالكامل، منوها إلى أن المشروع يتضمن إعادة سفلتة الشوارع وإعادة أرصفتها من جديد، وتركيب وتقوية الإنارة، وتنظيم خاص لشوارع الداخلية وإعادة تأهيلها، مشيرا إلى أن المشروع سينفذ حسب الأولية للأحياء الشعبية، حيث بدأت عملية التطوير في الحي بمشروع لإعادة وتأهيل السوق الشعبي النسائي التاريخي بالحي والذي تجاوز عمره ما يقارب 40 عاما، وانتهى العمل فيه بنسبة 80% ويتوقع أن يبدأ التشغيل فيه بعد خمسة أشهر من الآن. وأردف «المشروع عبارة عن مجمع تجاري وشعبي، يقع على شارع الملك خالد، بحي القزاز في مدينة الدمام بمساحة إجمالية تقدر ب17 ألف متر مربع تقريبا، ويتكون من طابقين ويتضمن أنشطة تجارية متنوعة ويتوسط المشروع ساحة أعدت لاحتضان المناسبات والاحتفالات التي تدعم فكرة وأهداف المشروع التي تقام على مدار السنة مثل الحفلات الشعبية وإقامة المعارض والمناسبات الوطنية وغيرها من مناسبات أخرى، كما يأتي هذا المشروع استكمالا لمشروع تطوير منطقة وسط الدمام المركزية والتي من ضمنها حي القزاز وسط نسيج عمراني يعكس هوية المنطقة التراثية والعمرانية».