أعلن المستشار بالديوان الملكي الدكتور عبد الله بن عبدالعزيز الربيعة رئيس الفريق الجراحي الطبي لعملية فصل التوأم السوداني «ممدوح ومحمود»، عن نجاح العملية التي أجريت في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني في الرياض، تنفيذا لتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز - حفظه الله-. واتسمت العملية بصعوبة منذ أن بدأ الفريق الجراحي إجراءها من الساعة الثامنة صباح أمس، وكان مخصصا لها 17 ساعة على 9 مراحل، إلا أن خبرة الفريق وتمكنه من إجراء مثل هذه العمليات ساعدت في تقليص مدتها لما يقارب 14 ساعة. وقد هنأ الربيعة خادم الحرمين الشريفين على هذا النجاح والإنجاز، معربا عن سعادته وجميع أعضاء الفريق بنجاح العملية التي تمثل إنجازا لهذا الوطن الغالي. كما وجه التهنئة بنجاح العملية لنائب خادم الحرمين الشريفين، وولي ولي العهد، وسمو وزير الحرس الوطني، وللشعب السعودي وللطاقم الطبي الذي أجرى العملية ووالدي التوأم والشعب السوداني الشقيق. من جانبه عبر والد التوأم السوداني عن شكره لخادم الحرمين الشريفين راعي مسيرة عمليات الفصل على هذه اللفتة الإنسانية الكريمة، مهنئا الدكتور عبدالله الربيعة رئيس الفريق الطبي. وبدوره، عبر الدكتور بندر بن عبد المحسن القناوي المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني مدير جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز عن سعادته وفخره بهذا الإنجاز الطبي المتميز الذي يتحقق في منشأة من منشآت الوطن الطبية ويضاف إلى إنجازات الوطن المتواصلة في كل المجالات بفضل الله ثم بتوجيه خادم الحرمين الشريفين ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني. وفي تصريح للدكتور الربيعة قبيل بداية العملية لشرح مراحلها، أوضح الدكتور عبدالله الربيعة أن التوأمين اللذين يخضعان للعملية ملتصقان في منطقة الصدر والبطن والحوض، ويوجد لدى كل منهما طرف سفلي واحد، مبينا أن الفريق الطبي وضعهما على أدوية خاصة للمحافظة على حياتهما قبل إجراء العملية، لافتا الانتباه إلى أن منطقة الاشتراك كبيرة جدا، تبدأ من الثلث الأول من منطقة الصدر إلى الأسفل، بالإضافة إلى تداخل في الشرايين والأوردة بين التوأمين، مما يصنف العملية ضمن الأصعب في عمليات فصل التوائم. وأبان أن الفحوصات الطبية التي أجريت للتوأمين كشفت عن تشوهات كبيرة في القلب تهدد حياتهما، وتمثلت في ثقب كبير في البطينين ومخارج الشرايين الرئوية، كما تطال التشوهات الشرايين الجسدية التي تخرج من البطين الأيمن. وأفاد الدكتور الربيعة أن التشوهات شملت منطقة الكبد والمرارة، إلى جانب تشوهات في القنوات المرارية، فضلا عن وجود مرارة واحدة فقط لدى التوأمين وكلية واحدة تعاني من بعض التشوهات التي تؤدي إلى ضعف عملها، مضيفا أن التوأمين لا يملكان سوى جهاز بولي واحد (مثانة بولية واحدة، وإحليل واحد، وعضو ذكري واحد). وعن الخطة التي سينتهجها الفريق الطبي خلال العملية أوضح أن المراحل التسع المقررة للعملية ستبدأ بمرحلة التخدير، ومن ثم مرحلة المنظار (الجهاز البولي)، ثم التعقيم، لتبدأ بعد ذلك مرحلة فتح البطن، ففصل الكبد. وبين أن مرحلتي فصل الجهاز الهضمي المشترك والجهاز البولي على التوالي ستأتيان سادساً وسابعاً، لافتا النظر إلى أنه قد يعطى كل توأم كلية واحدة. وأشار إلى أن الفريق الطبي قد يتخذ قرارا بإعطاء الجهاز الذكري لأحدهما أو فصلهما بحسب ما تقتضيه حالة الشرايين، بناء على تداخلها والأوردة الخاصة بالجهاز الذكري السفلي، ويجري ذلك على فتحة الشرج التي ستعطى لأحد التوأمين، بينما تعطى للآخر فتحة شرج مؤقتة. وأكد الربيعة أن هناك تداخلا كبيرا في منطقة الحوض، مما يحتم فصل عظام الحوض بالنصف، ومن ثم كسرها، ليتحول الحوض لشبه دائرة، تمكن الفريق الطبي من قفل الفراغ بعد الفصل، منوها بأن هذه المنطقة ستكون كبيرة جدا، وستشكل تحديا للفريق. بدوره قام فريق جراحة التجميل كما بين الربيعة بعمل استباقي دام أشهرا لتطويل الجلد، بهدف تغطية منطقة الفصل الكبيرة، مشيرا إلى أن الفريق الطبي قد يحتاج لأغشية خارجية لسد الفراغ بعد الفصل. من جهته أفاد استشاري المسالك البولية للأطفال الدكتور أحمد الشمري عضو الفريق الطبي القائم على عملية فصل التوأمين السودانيين (ممدوح ومحمود), أنه فيما يخص جراحة المسالك البولية, تم الانتهاء من المرحلة الأولى -وهي عملية المنظار- واستكشاف المجرى البولي الخارجي واستكشاف المثانة, وكانت نتائج هذه المرحلة وجود جهاز تناسلي واحد فقط مع جهاز بولي سفلي واحد ويتكون من مجرى البول, والمثانة. وبين أنه تم فحص المثانة وتبين وجود مثانة واحدة فقط مع وجود فتحتين لحالبين في المثانة, وقال: وبناء على هذه النتائج المتوقع أن الجهاز التناسلي الخارج يكون من نصيب أحدهما وفي الغالب يكون من نصيب ممدوح, وكذلك بالنسبة للمثانة.. أما بالنسبة لمحمود فسيكون هناك إيصال للحالب إلى جدار البطن, وعمل كيس لتجميع البول, وهذا يتطلب جراحات ترميمية في المستقبل لتكوين مثانة صناعية في تجويف البطن لتجميع البول.