بدأت في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني في الرياض اليوم (السبت) جراحة فصل التوأم السيامي السوداني (محمود وممدوح)، إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والتي تستغرق 17 ساعة، وتنفذ على تسع مراحل. وأوضح المستشار في الديوان الملكي ورئيس الفريق الجراحي الطبي الدكتور عبد الله الربيعة أن التوأم الذي يخضع للجراحة ملتصق في منطقة الصدر والبطن والحوض، ويوجد لدى كلٍ منهما طرف سفلي واحد، مبيناً أن الفريق الطبي وضعهما على أدوية خاصة للمحافظة على حياتهما قبل إجراء العملية، لافتاً إلى أن منطقة الاشتراك كبيرة جداً، إذ تبدأ من الثلث الأول من منطقة الصدر إلى الأسفل، بالإضافة إلى تداخل في الشرايين والأوردة بين التوأمين، ما يصنف العملية ضمن الأصعب في عمليات فصل التوائم. وأوضح أن «الفحوصات الطبية التي أجريت للتوأم كشفت عن تشوهات كبيرة في القلب تهدد حياتهما، وتمثلت في ثقب كبير في البطينين ومخارج الشرايين الرئوية، كما تطال التشوهات الشرايين الجسدية التي تخرج من البطين الأيمن». وأضاف الربيعة أن «التشوهات شملت منطقة الكبد والمرارة، إلى جانب تشوهات في القنوات المرارية، فضلاً عن وجود مرارة واحدة فقط لدى التوأم وكلية واحدة تعاني من بعض التشوهات التي تؤدي إلى ضعف عملها، بالإضافة إلى أن التوأم لا يملك سوى جهاز بولي واحد (مثانة بولية واحدة، وإحليل واحد، وعضو ذكري واحد) ». وعن الخطة التي سينتهجها الفريق الطبي خلال الجراحة أوضح الربيعة «أن المراحل التسع المقررة للعملية ستبدأ بمرحلة التخدير، ومن ثم مرحلة المنظار (الجهاز البولي)، ثم التعقيم، لتبدأ بعد ذلك مرحلة فتح البطن، ففصل الكبد». وبين أن مرحلتي فصل الجهاز الهضمي المشترك والجهاز البولي على التوالي ستأتيان سادساً وسابعاً، مشيراً إلى أنه قد يعطى كل توأم كلية واحدة. وأشار إلى أن الفريق الطبي قد يتخذ قراراً بإعطاء الجهاز الذكري لأحد التوائم أو فصلهما بحسب ما تقتضيه حالة الشرايين، بناءً على تداخلها والأوردة الخاصة بالجهاز الذكري السفلي، ويجري ذلك على فتحة الشرج التي ستعطى لأحد التوأمين، بينما تعطى للآخر فتحة شرجٍ مؤقتة. وأكد الربيعة بأن هناك تداخل كبير في منطقة الحوض، ما يحتم فصل عظام الحوض بالنصف، ومن ثم كسرها، ليتحول الحوض لشبه دائرة، تُمكِن الفريق الطبي من قفل الفراغ بعد الفصل، منوهاً بأن هذه المنطقة ستكون كبيرة جداً، وستشكل تحدٍ للفريق. بدوره قام فريق جراحة التجميل كما بين الربيعة بعمل استباقي دام أشهر لتطويل الجلد، بهدف تغطية منطقة الفصل الكبيرة، مشيراً إلى أن الفريق الطبي قد يحتاج لأغشية خارجية لسد الفراغ بعد الفصل. من جانبه أوضح استشاري المسالك البولية للأطفال الدكتور أحمد الشمري عضو الفريق الطبي القائم على عملية فصل التوأم السوداني، أنه فيما يخص جراحة المسالك البولية تم الانتهاء من المرحلة الأولى - وهي عملية المنظار - واستكشاف المجرى البولي الخارجي واستكشاف المثانة، وكانت نتائج هذه المرحلة وجود جهاز تناسلي واحد فقط مع جهاز بولي سفلي واحد ويتكون من مجرى البول والمثانة . وبين أنه تم فحص المثانة وتبين وجود مثانة واحدة فقط مع وجود فتحتين لحالبين في المثانة وقال: «بناء على هذه النتائج المتوقع أن الجهاز التناسلي الخارج يكون من نصيب أحد التوائم وفي الغالب يكون من نصيب ممدوح، وكذلك بالنسبة للمثانة. أما بالنسبة لمحمود سيكون هناك إيصال للحالب إلى جدار البطن، وعمل كيس لتجميع البول، وهذا يتطلب جراحات ترميمية في المستقبل لتكوين مثانة صناعية في تجويف البطن لتجميع البول».