مع انتشار المواقع الاجتماعية التي جعلت من العالم قرية صغيرة، ظهرت الكثير من النشاطات والتقليعات الغريبة من قبل الشباب والتي أثرت أيضا على عدد من كبار السن من الجنسين، وأبرزها ما يسمى (سيلفي) التي تعتمد تصوير الشخص نفسه في مكان غريب أو في ظروف غريبة تثير الدهشة ونشرها في المواقع الاجتماعية الفيس بوك وانستجرام وتويتر، مما جعلها سباقا وتنافسا بين أفراد المجتمع لإظهار صورهم في ظروف غريبة. ربما تكون عواقبها وخيمة كما حدث لشاب كاد أن يلقى حتفه بسبب صورة (سيلفي) صورها لنفسه مع قطار متجها إليه، ولولا لطف الله عز وجل لكانت تلك الصورة الأخيرة له في الدنيا وغيرها الكثير من المغامرات غير المحسوبة بسبب تقليعة (سيلفي) الإلكترونية.. يقول عبدالله سليمان: «صورة (سيلفي) كانت مجرد تقليد لبعض الصور التي كنت أشاهدها لبعض أصدقائي من خلال نشاطهم في صفحاتهم الخاصة على (الفيس بوك)، قبل أن أشاركهم خطواتهم بتصوير نفسي في أماكن أنيقة أو غريبة أو مع طبيعة خلابة أو منظر غريب، وهذه الظاهرة أصبح معظم شباب العالم مولعين بها ولها نشاط واسع في العالم العربي». وأضاف خالد سرور: «من ساهم في انتشار (سيلفي) هم المشاهير من نجوم كرة القدم وهوليوود كذلك السياسيون، حيث ظهرت صور (سيلفي) للرئيس الأمريكي باراك أوباما مع عدد من رؤساء العالم في عدة مناسبات حضرها وذلك عبر المواقع الاجتماعية». من جانبه، أوضح الدكتور محمد الحامد استشاري الطب النفسي و مدير مركز خبراء النفس في جدة أن المواقع الاجتماعية خلقت الكثير من الصرعات منها الجيد والخبيث، ولكن نفسيا أن التواصل الاجتماعي الحقيقي بدأ يقل ويحل محله التواصل الاجتماعي الافتراضي والذي أثر كثيرا في حياة الإنسان وستظهر سلبياته قريبا حيث يصبح المرء متواصلا اجتماعيا في عالم افتراضي، بينما يفتقر إلى الأصدقاء والمجتمع في الحقيقة وعندما يصاب لن يجد سوى تعليقات ومواساة في عالمه الافتراضي، ومن ضمن الصرعات هي (سيلفي) حيث انه من سيكولوجية الصرعات أن الإنسان قد يرتكب بعض الحماقات حتى يغذي ذاته والنقص الذي يعاني منه ومن تلك الشخصيات هي الشخصية الهيستيرية والتي تحب لفت الانتباه من خلال ممارسات قد تكون حمقاء وتؤدي إلى خطر حقيقي، ولا يمنع أن تكون صور (سيلفي) صورا تذكارية للحظات قد لا تتكرر ولكن بدون حماقات أو مغامرات قد تؤدي بحياة الإنسان إلى التهلكة.