"حبتين".. هي إشارة بإصبعين من اليد يستخدمها بعض الشباب في أغلب الصور على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى في المناسبات، ويرى هؤلاء أن هذه الإشارة تعبر عن الفرح والسعادة لديهم، ويرى آخرون أنها إشارة كانت تستخدم قديماً بين الجيوش تعبيرا عن النصر، أو الفوز. ويرى محمد العيسى أن "حبتين هي واحدة من التقليعات التي بدأ الكثير من الشباب في استخدامها في الآونة الأخيرة، وهي رفع إصبعي الوسطى والسبابة وتعبر عن لحظة فرح، وهي منقولة من الغرب"، مشيرا إلى أن استخدامها أمر طبيعي، نتيجة لتعلق الكثير من الشباب بمشاهدة الأفلام والبرامج الأجنبية، وتأثرهم بما يدور بها من تقاليع. وأضاف أن أغلب المشاهير والشخصيات العامة أصبحوا يؤدون هذه الحركة عند تصويرهم مع معجبيهم وجماهيرهم، من باب تفاعلهم مع فئة الشباب. فيما استغرب عيسى أديب هذه الظاهرة، وقال: "لست أدري ما معناها الحقيقي، ولكني أستخدمها كثيراً في أغلب لحظات الفرح، وخصوصاً في الصور التذكارية مع أصدقائي، والتي أحرص على نشرها بشكل مستمر على صفحاتي في موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر". وأضاف أن "مثل هذه الحركات تسيطر على الكثير من الشباب، خاصة من يسمون أنفسهم ب"الكول"، و"الدرباوية"، حتى أصبحت أشبه بلغة خاصة بينهم". وقال نواف عيسي وهو طالب في المرحلة الثانوية "تقليعة حبتين إشارة تاريخية كانت تستخدم قديماً في المعارك والحروب في الدول الغربية كعلامة على النصر، ولكن الشباب يستخدمونها اليوم كتعبير عفوي عن السعادة والرضا والنجاح"، مشيرا إلى أن الكثير من طلاب المدارس والجامعات يمارسون مثل هذه التقليعة، حتى الطلاب من الجنسيات الأخرى. واستغرب حسن صوري انتشار مثل هذه التقليعات بسرعة في المجتمع، وقال: "الغريب في أن بعض الأطفال أصبحوا يمارسون تلك التقليعات، والتي تعتبر ظواهر غريبة على المجتمعات العربية ككل، مستوردة من بعض المجتمعات الغربية"، مشيرا إلى أن هذه الحركة تظهر أحيانا في بعض فرق الراب. وقال معلم التربية الإسلامية بمدارس الأحفاد الأهلية بجازان، إسماعيل مسملي إن هناك العديد من الظواهر المنتشرة تتم بدون أن يعلم ممارسها ماذا تعني، وذلك يرجع إلى التقليد الأعمى، حيث يمارسها الشباب دون وعي أو معرفة، حتى لو كانت تخالف السلوكيات التربوية السليمة. وأكد على دور الأسر والعاملين في المجال التربوي، والدعاة في توعية النشء بعدم ممارسة هذه السلوكيات الغريبة على العادات والتقاليد، وليست من المنهج التربوي.وأوضح استشاري الطب النفسي الدكتور رشاد السنوسي ل"الوطن"، أن "اتباع مثل هذه التقليعات تغير سلوكي يحدث عند كثير من الشباب، خاصة في فترة المراهقة، حيث تكون التقليعة وسيلة للبحث عن التميز، والتواصل مع العالم الخارجي، وذلك بتقليد الحركات، والإشارات غير المألوفة". وأضاف أن هذا النوع من التقليد يؤثر سلباً على المجتمعات، حيث ينعكس على الشخصية نفسها، وبالتدريج يكون جزءا من مكوناتها.ويرى الدكتور السنوسي أن هذه المرحلة العمرية تستلزم التعامل مع الشباب بحكمة، مع توجيههم بالتقليد الإيجابي للشخصيات التي تتفق مع المجتمع.