انفض مؤتمر المرأة الاسلامي الأول مساء الخميس الماضي، بعد مناقشات على مدى ثلاثة أيام وبحضور حشد من المفكرين والناشطين والاعلاميين من الجنسين، يمثلون أثنى عشر دولة عربية احتضنتهم البحرين بكرم أهلها وطيبتهم.. سعى القائمون على المؤتمر من خلاله للإجابة على تساؤلات محورية في التأثيرات المتوقعة من اتفاقيات ومؤتمرات المرأة الدولية على العالم الاسلامي.. وسلط فيه الضوء على قراءة جديدة لهذه الاتفاقيات وكيفية الافادة منها وايجاد البدائل الشرعية المناسبة لها.. ويعد المؤتمر دراسة لموقع المرأة في الاتفاقيات والقوانين الدولية، ففي الوقت الذي يتزايد فيه تأثير الاتفاقيات المنظمة للشأن الدولي، أصبح من الضروري دراسة هذه القوانين وتأثيرها على القوانين والأنظمة المحلية، وموضوع المرأة بلا شك سواء كان في القوانين المحلية أو القوانين الدولية يعد من الموضوعات الشائكة التي تحتاج إلى دراسة ومراجعة من المهتمين في الشأن الحقوقي والاجتماعي وغيرها، إن مجرد توقيع الدول على تلك الاتفاقيات يلزمها بتطبيق بنودها، وتكون تحت المراقبة والمتابعة في تطبيق تلك البنود على مراحل.. لكن ما لم يستطيعوا تحقيقه بالمؤتمرات والقوانين، رغم سعيهم المتواصل لتطبيقها على أرض الواقع، فهناك تأثيرات على مسارين: المسار الأول على صعيد التسويق الإعلامي والثقافي الذي قد بدأ تدشينه رسميا في مؤتمر بكين وما تبعه من مؤتمرات، ووظف فيها وورش العمل واللقاءات الاعلامية والنشر الصحفي من خلال المقالات.. وتوظيف الجانب الاكاديمي من خلال استخدام مصطلح "الجندر" كمصطلح علمي في البحوث كمعيار في جودة البحوث والدراسات وهو ما يؤسس لفكر النسوية المتطرفة. المسار الثاني وهو الأخطر فهو ترويض المجتمعات من خلال الممارسات الفعلية الشاذة وتأسيس المنظمات التي تنادي بالممارسات الشاذة والفئات العمرية الصغيرة من خلال اللقاءات الخارجية أو التواصل الانترنتي والتي تبهرها وتجذبها الموضات الجديدة والتقليعات الغريبة والعمل على توظيفها في تلك النتظيمات المشبوهه كرأس حربة داخل مجتمعات الممانعة وكعملاء يسوقون ويقطنون الفئات العمرية المشابهة في اطار عمل منظم يخدم في النهاية أهداف النسوية المتطرفة وضرب القيم والمبادئ السوية تمهيدا لقبول تلك الافكار والسلوكيات التي تتعارض مع الفطرة السليمة. ويمكننا ملاحظة العديد من الشواهد لهذه الممارسات بشكل كبير جداً في حياتنا، ومن أبرزها: انتشار ملابس ال "يوني سكس" وهي التي يشترك في لبسها النساء والرجال على حدٍ سواء. كذلك التواصل المفتوح عبر العالم الافتراضي "الانترنت" ومواقع التعارف والصور والفيس بوك والتويتر وغيرها جعلت امكانية التجاوز والتحرر والانفتاح السلبي على الآخرين. الأمر الذي وسع من دائرة بناء صداقة بين الجنسين دون ضوابط أو رقابة، وما يترتب عليه من انحرافات أو ممارسات غير أخلاقية. الترويج لتقليد الصرعات الشكلية أو السلوكية مثل جماعة الايمو أو عبدة الشيطان وغيرها.. والقضية الأهم العمل على تحييد الرأي وجعل القضية مختلف عليها في الكثير من قضايا الأمة والمجتمع، مثال ذلك اللباس الشرعي للمرأة المسلمة، ومسألة المحرم في السفر، وغيرها.. [email protected]