الجمال والبحر والطبيعة الساحرة والجو الخلاب الذي يخلب العقول، ذلك ما دفعني للحديث عن هذا الأمر بجانب النفع الاقتصادي العائد منها.. تلك الروعة يا سادة متوفرة لدينا بأغلب دول الوطن العربي.. فهناك دبي تلك المدينة التي تعد الأولى عربيا في الجمال والحداثة والأقرب من المملكة، يليها مدينة الإسكندرية بنقاء مياه البحر المتوسط في الساحل الشمالي «مارينا»، إذ تشاهد هناك اللون الأزرق الرائع للمياه، ولا أبالغ لو قلت إنه أفضل من «هاوي» و«بحر المالديف»، وكذلك الطبيعة الرائعة في المغرب، وهناك سواحل عمان الخلابة، كذلك الأجواء التي تشهدها منطقة عسير والطائف خلال الصيف التي تفوق الكثير من المدن حول العالم. وأقول إن الدافع الأكبر للتوجه للسياحة العربية لما لهذا الأمر من أهمية في الاستثمار التجاري، فضلا عن الأمان الذي يحيط بالسائح قد يكون أفضل من لندن وباريس، خصوصا لما نجده من جانب الرؤية أو المنظور الذي يسلط علينا هناك حيث العروبة والإسلام تمثل لبعضهم حساسية شديدة. فضلا، عما يمتلكه قطاع السياحة في دول الوطن العربي لمزايا تنافسية تساعدها على أن تكون واحدة من أهم مناطق السياحة في العالم، على سبيل المثال ما تتمثل في تتميز به البلدان الخليجية باقتصاد قوي بشكل عام مما يسمح لها بالاستثمار في المنتجات السياحية القادرة على استقطاب السياح.. إضافة إلى امتلاكها لمنطقة مطارات ضخمة قادرة على استيعاب أعداد كبيرة من الزوار وتتصل بمسارات جوية بالبلدان التي يفد منها أكبر عدد من السياح. وأشار محللون أنه على الدول الخليجية التخطيط والترويج والتسويق وتنمية قدرات الموارد البشرية والبحوث والإحصاءات، وتنويع المنتجات السياحية وزيادة الاستثمارات فيها.. ودراسة عوامل تمكين المنظومة مثل البنية التحتية والصحة والسلامة لتحديد الجوانب التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام وتحديد المصادر الرئيسية للسياح. فلا بد أن نتمكن من الاستفادة من الزيادة المقدرة بنحو 70% في عدد السياح العالمي على مدار السنوات العشرين المقبلة، والتي من المتوقع أن يصل إلى 1.8 مليار سائح سنويا.. وهو الرقم الذي تنبأت به أبرز المنظمات الدولية في قطاع السياحة ومنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة والمجلس العالمي للسياحة والسفر. فيما تتمتع البلدان الخليجية بإقبال كبير كوجهات لسياحة الأعمال نظرا لبنيتها التحتية المتطورة للاجتماعات والمؤتمرات، وهو ما يضم للميزات التنافسية التي تمتلكها.. وتتمتع أيضا بطقس جيد في وقت مهم من السنة عندما تكون كبرى أسواق السياحة للأنشطة الشاطئية الترفيهية مثل بلدان البحر الأبيض المتوسط تعاني من انخفاض الطلب، وهذا يجعل من البلدان الخليجية وجهة للاستمتاع «بالشمس والشواطئ» عندما تعاني الأسواق المنافسة من انخفاض نشاطها السياحي، بالإضافة لسمعة البلدان الخليجية المعروفة بالسلامة والاستقرار للزوار والحرص على أمنهم. وفي حال قامت البلدان العربية بالاستثمار في استراتيجيات السياحة والارتقاء بمستوى البنية التحتية المتعلقة باستقبال الزائرين، سيكون بمقدورها تحقيق الاستفادة الكاملة من هذا القطاع، الذي يشكل الآن 9.3% من الناتج العالمي.