يحقق فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالعاصمة المقدسة، في قضية المواطنة المعنفة «ج،م»، بعد تلقيه بلاغا يفيد بوجود امرأة في أحد المستشفيات تعاني من إصابات خطيرة نتيجة تعرضها لعنف من زوجها الذي يعمل في أحد القطاعات الحكومية، وتم إبلاغ مركز الشرطة وإمارة المنطقة بعد معاينة حالتها. «عكاظ» زارت المريضة القابعة في غرفة منعزلة، شددت عليها إدارة المستشفى الرقابة الأمنية، بعد أن تلقت تهديدات من زوجها بالاعتداء عليها برغم ما تعانيه من الجروح والألم. وعن فصول معاناتها التي عاشتها خلال 11 عاما من زواجها قالت «ج،م»: «تزوجت عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري، وانتقلت من منزل أسرتي، للسكن عند والدة زوجي تارة ومع والده تارة أخرى، حينها كانت مشاكلنا تقتصر على الاستقلال بالسكن، إلى أن انتقلت لمنزل مستقل وبدأت رحلتي مع معاناة أكبر من ذي قبل، كونه أدمن على تعاطي الحبوب المخدرة، بعدها تزوج بأخرى، وجلبها للعيش معي وأطفالي السبعة الذي يعاني أحدهم من إعاقة حركية وبصرية». وأضافت: «مع مرور السنوات أنجبت زوجته الجديدة 4 أطفال وزادت المشاكل، وأصبح تعامله معي لا يطاق وزاد تعاطيه للحبوب المخدرة تحديدا بعد وفاة والده وتحمله مسؤولية أشقائه وزيادة الأعباء عليه، وحينما كان يغضب يتهمني بممارسة السحر والشعوذة للتفريق بينه وبين زوجته الجديدة، وذات مرة قامت بضربي بسلك التوصيلة الكهربائية وقصت شعري كالصبيان بأمر منه وأمام عينيه، ولم أقاومهم خوفا من أن يضرباني مرة أخرى، وكان يقيدني باستمرار بالسلاسل بسبب تخيله لبعض الأمور غير الصحيحة، ويعتدي علي بالضرب المبرح وكنت أرضى بالعذاب حتى لا يبعدني عن أطفالي، وليس لي سند بعد وفاة والدي، خاصة أنني حرمت من رؤيتهما لشهرين عندما ذهبت إلى شقيقي الوحيد شاكية من بطش زوجي فحكم علي بالجلوس عنده شرط أن لا أجلب أي واحد من أبنائي، ما أجبرني على العودة إلى جحيم زوجي مرة أخرى». وبينت أن ابنها الأكبر هرب من المنزل إلى الشارع بعدما شاهد والده يضربها بقسوة وحاول الدفاع عنها، بقذفه بسكين حتى يكف الأذى عنها إلا أن الأب تمكن منه واعتدى عليه إلى أن فر هاربا إلى الشارع وتغيب لعدة أيام حيث كان يجوب الشوارع طيلة النهار ويستظل بالأشجار من حرارة الشمس وينام ويتغذى من حلقة الخضار، إلى أن ذهب مدرسته وعاد عن طريق الشرطة إلى البيت. وفي ختام حديثها ناشدت (ج،م) الجهات المكلفة بالحماية والرعاية الاجتماعية، بإنقاذها وأطفالها السبعة من جحيم زوجها وحصولها على الطلاق وحضانة أبنائها، وتوفير السكن والحماية والحياة الكريمة لهم. من جانبها أوضحت مسؤولة العلاقات العامة والإعلام بمستشفى حراء العام مكية مجرشي، أن المريضة وصلت إلى المستشفى في حالة صحية ونفسية سيئة للغاية، حيث حضرت للطوارئ برفقة صديق زوجها وزوجته، بحجة أن شقيقها سكب عليها مياها ساخنة لعلاجها من السحر الذي كان يظن أنها تعاني منه ما تسبب لها بتلك الجروح العميقة، وبعد أن تمت معاينتها من قبل الفريق الطبي في المستشفى الذي رصد آثار جروح وكدمات قديمة، ذكر الأطباء في تقريرهم الرسمي بأنها تعاني من جروح بمختلف أنحاء جسدها، منها ما هو ملتهب في الفخذ الأيسر حيث يتراوح طول الجرح 10 سم وآخر في الظهر بمساحة 3*3 سم، وآخر تحت الثدي 1سم، بالإضافة إلى ملاحظتهم لاضطراب المريضة وخوفها من شيء ما، وتم تكليف الأخصائية الاجتماعية بالمستشفى (جميلة) التي اكتشفت أن المريضة تعرضت لذلك الأذى من زوجها. «عكاظ» التقت بالأخصائية جميلة أثناء زيارتها للمعنفة (ج،م) حيث قالت: «إن هذه الحالة هي أقوى حالة عنف في تاريخ المستشفى حتى اليوم»، مبينة أن المعنفة لا تعرف حقوقها وواجباتها بسبب جهلها وعدم تعليمها وتزويجها بسن مبكرة كما تعاني من إرهاب نفسي واجتماعي نتيجة العنف، وفقدان الحماية والسند خاصة بعد وفاة والديها، وقسوة شقيقها الوحيد، مطالبة مؤسسات الدولة بالوقوف الى جانب هذه المعنفة، وتذليل كافة الصعوبات التي تواجهها وتوفير الحماية والرعاية والحياة الكريمة لها ولأطفالها. إلى ذلك، أكد رئيس فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالعاصمة المقدسة سليمان الزايدي أن الجمعية تلقت إفادة عن معنفة تم نقلها إلى مستشفى حراء العام على إثر ما تعرضت له من تعنيف، لافتا إلى أنه تم تكليف الأخصائية الاجتماعية نجوى الحربي بزيارتها والتحقق من وضعها، واتضح أنها مواطنة تبلغ من العمر 29 عاما ولديها 7 أطفال، أحدهم معاق، وقد تعرضت للعنف النفسي والبدني على يد زوجها، وتبين بعد الكشف عليها أنها مصابة بجروح عميقة وأخرى قديمة تاركة آثارها في أماكن مختلفة من جسدها.