أوضح العاجي يحيى توريه، المتوج بلقب الدوري الانجليزي مع ناديه مانشستر سيتي ان منتخب بلاده لن يكون ضيف شرف في مونديال البرازيل، وانه يملك مقومات الفوز لامتلاكه هجوما قويا، لكنه يخشى من ضعف تنظيم دفاعه. يحيى هو شقيق مدافع نادي ليفربول الأنجليزي كولو توريه، وكذلك شقيق مهاجم نادي دونيتسك الأوكراني إبراهيم توريه الذي انتقل إلى نادي الاتحاد السوري، يعتقد انهم في أفريقيا يعتمدون كثيرا على كرة القدم، فهم يعيشون فقط للعب كرة القدم ويحلمون بها أيضا، متمنيا ان يحالفه حظ المصريين في البطولات الافريقية عندما يشارك منتخب بلاده في المونديال، متوقعا ان تشهد بطولة كاس العالم في البرازيل سقوط المنتخبات الكبيرة بسبب الطقس وارتفاع درجات الحرارة.. توريه خص «عكاظ» بحوار خاص قبل انطلاق المونديال فكان على النحو التالي: في رأيك ماهي عوامل التحفيز للروح المعنوية المرتفعة لدى المنتخبات الأفريقية المشاركة في المونديال؟ في عصرنا الحاضر أعتقد أن هناك الكثير من الحماس في أفريقيا تجاه كرة القدم نظرا لأن أنواع الرياضات محدودة في القارة الأفريقية مقارنة بقارات أخرى. أو بمعنى آخر أفريقيا لا يوجد بها غير كرة القدم. أما في أوروبا فهناك كرة قدم، وسلة، وكرة قدم أمريكية، وغيرها من الرياضات التي يمكن ممارستها أو مشاهدتها. لذا أعتقد أننا في أفريقيا نعول كثيرا على كرة القدم. على سبيل المثال إذا أخذت عشرة أفارقة فستجد أن تسعة منهم يجيدون ممارسة كرة القدم نظرا لولعهم بها. فبالنسبة إلى هؤلاء الأفارقة التسعة كرة القدم رياضة عظيمة ونشاط رائع يقومون به، فهم يعيشون فقط للعب كرة القدم ويحلمون بها أيضا. وهذا هو سبب حب الجماهير وعشقها للاعبين المحترفين أمثالنا في أكبر أندية أوروبا. فعندما يروننا تغمرهم السعادة والفرح. هل يمكنك أن تخبرنا عن أفضل تجاربك أو ذكرياتك مع منتخب بلادك؟ هناك الكثير من التجارب ولكن ما زال بعضها عالقا في ذهني حتى الآن ففي عام 2006 مررت بأفضل تجربة لي مع الفريق. كانت أول مشاركة لي في كأس الأمم الأفريقية، ولسوء الحظ خسرنا المباراة النهائية بضربات الجزاء الترجيحية. أما التجربة الثانية الخالدة في ذاكرتي فكانت في كأس الأمم الأفريقية غانا 2008؛ كنا بحق فريقا رائعا ونلعب بمنتهى التناسق، هزمنا جميع الفرق المنافسة لنا بفارق هدفين أو ثلاثة أهداف، خرجنا في البطولة في الدور نصف النهائي أمام مصر التي تحولت تحولا سريعا وفازت بالبطولة. أتمنى في بعض الأحوال أن يتكرر نفس الموقف ولكن لصالحنا. قد تكون هذه هي المرة الأخيرة التي ستلعب في كأس العالم. وكذلك الحال مع كثير من اللاعبين الآخرين في نفس جيلك، مثل: دروجبا، وزوكورا، وأخيك كولو.. هل تعتقد أن ذلك يمثل حافزا إضافيا لك أم أنه -على العكس- يزيد توترك تجاه خوض المنافسة؟ بلا شك إنها تمثل حافزا إضافيا لي. لماذا؟ لأن هذا الجيل جاء في اللحظة المناسبة؛ كانت أعمارنا جميعا مناسبة، فكبرنا معا ولعبنا سويا، أعتقد أننا اكتسبنا خبرة ولا نريد أي صفة سلبية، نريد الصفات الإيجابية فقط. أعتقد أن فريقنا كلما كان أكثر سعادة زاد تركيزنا في الملعب. ونظرا لأنها قد تكون المشاركة الأخيرة لبعضنا في كأس العالم، أعتقد أن الأمر يستحق بذل مجهود. أعتقد أننا أكثر جدية وتنافسية، فهذه هي الروح التي سنلعب بها في البطولة. وفي النهاية يعتمد الأمر على مستوى اللياقة البدنية التي سيصل إليها اللاعبون. أتمنى ألا تحدث إصابات في الفريق، وأن نكون في مستوى بدني لائق، فمباراة اليابان تعتمد بصورة كبيرة على القوة الجسمانية. إنها المباراة الأولى وسنكون في أوج نشاطنا، لذا سيكون الأمر صعبا جدا. فرق المجموعة يمكن مجاراتها، وأعتقد أننا إذا كنا أكثر جدية واستطعنا الاهتمام بأنفسنا فستصير الأمور على ما يرام. ماهي نقاط القوة لدى منتخب ساحل العاج؟ أعتقد أن نقطة قوة المنتخب هي الهجوم. بلغة المهاجمين، لدينا لاعبون يمكنهم قلب موازين المباراة في أي لحظة. صحيح أنه عندما يكون هناك نقطة قوة، تكون هناك أيضا نقطة ضعف وهي أننا نحتاج إلى تنظيم خطوط الدفاع. ولكنني أعتقد أننا على الطريق الصحيح. لم يمر وقت طويل على مباراتنا أمام السنغال التي سببت لنا عددا من المشاكل حيث لم يكن دفاعنا بالمستوى القوي المطلوب. ولكننا ندرب أنفسنا على التغلب على هذه العقبات والتخلص من نقاط الضعف، فقد اقترب موعد بطولة كأس العالم، وأقل خطأ يمكن أن يخرجنا من المنافسة، لذا أعتقد أننا في حاجة إلى الاستعداد قبل الذهاب إلى البطولة. يعتقد البعض أن مجموعتكم في المونديال هي الأسهل. هل تراها كذلك؟ جميع المنتخبات المشاركة في مجموعتنا لديها فرصة للتأهل، ولكن هذا يعتمد على المباراة الأولى. أعتقد أن من سيبدأ بداية جيدة في البطولة سيحظى بفرصة الاستمرار. ولكن يجب ألا نعتمد على تلك الفكرة نظرا لأننا نعرف أن كولومبيا الآن تحتل المركز الرابع أو الخامس في تصنيف الفيفا. واليونان دائما فريق لا يستهان به. اليابان واحدة من أقوى الفرق من حيث المجهود البدني. فهو فريق متعاون ويصعب هزيمته. إنه فريق لا يكل ولا يمل. لذا فالأمر غاية في التعقيد. أعتقد أننا كلاعبين ومشاركين نعرف المتوقع من جانب الرأي العام. فالرأي العام يقول إنها مباراة سهلة لأن الفريق به دروجبا وجيرفينهو وسالومون. هذا صحيح ولكن لا ننسى أن فهم الخصم أمر ضروري يتوقف عليه مصير المباراة. أعتقد أن أهم شيء الآن -لا سيما إذا كنا نتحدث عن فهم الخصم- هو أن نكون موجودين في يوم المباراة "ساعة الصفر". هل أنت متحمس للسفر إلى البرازيل والمشاركة في المونديال؟ بالطبع، فإن سنحت لي الفرصة فسوف أتوجه إلى هناك اليوم للفسحة! فأنا أريد أن أركب الطائرة وأذهب الى هناك إلا أنني أعتقد أن لدي بعض الأمور التي ينبغي إنجازها قبل ذلك؛ فلدي بطولات سألعبها وكأس أسعى للحصول عليها، وكذلك كأس الاتحاد الإنجليزي ودوري الأبطال، وأعتقد أن لكل منها وقته المناسب. ولكني متحمس للمشاركة في كأس العالم حيث سيكون له مذاق خاص، وقبل هذه المرة -وتحديدا منذ أربعة أعوام- أقيم كأس العالم في جنوب أفريقيا، وها هو الآن ينتقل إلى أكبر البلدان الراعية لكرة القدم والتي أنجبت نخبة من أفضل اللاعبين مثل بيليه، ليس هناك أفضل من ذلك. ما الطموح الذي تصبو إليه في المونديال، وما الذي سيجعلك تقول في نهاية المباراة "لقد كانت جيدة، وحققت المطلوب"؟ حسنا؛ لست على هذا المستوى من الزهو بالنفس، ولكن حسنا.. أعتقد أن الهدف الذي ينشده الأفارقة هو تحقيق أكثر من ذلك بكثير، وأعتقد أن هدف أفريقيا حاليا هو الوصول إلى الدور نصف النهائي أو ربما إلى الدور النهائي. ودون الاستخفاف بالخصوم المنافسين، فأمامنا إسبانيا والبرازيل والأرجنتين وغيرهم، فضلا عن أن كأس العالم ستكون في أمريكاالجنوبية، مما يجعل الأمر شديد التعقيد. ولكن من يدري.. وأكثر ما يشغلنا حاليا هو أن نخطو خطوة إلى الأمام في الوقت المناسب، فإذا ما اجتزنا الجولة الأولى فسنصعد أمام إيطاليا وأوروجواي وإنجلترا، وليست مواجهة هذه المنتخبات أيضا بالأمر الهين، أعتقد أن الهدف الذي ننشده حاليا هو اجتياز الجولة الأولى، لنرى بعدها ما يمكن القيام به. هل ترى أن دولا مثل ألمانيا أو إنجلترا -وهي المختلفة عن البرازيل من حيث درجة الحرارة والرطوبة- ستخسر في المونديال؟ نوعا ما، حيث إن اللعب في درجات حرارة 30 و35 درجة مئوية -مثلما نلعب نحن الأفارقة الذين اعتدنا على درجات حرارة أعلى أو أقل من هذه الدرجات- يمثل صعوبة. وغالبا ما سنشاهد بعض الهزائم سواء في كأس الأمم الأفريقية أو كأس العالم، فمنتخبات أفريقيا تفضل اللعب في موزمبيق، ويكون الأمر ممتعا، أما عندما تزيد درجة الحرارة عن 40 درجة مئوية فيكون الأمر صعبا. ولكن حسنا، أعتقد أن هذه ستكون بالتأكيد مزية رغم أنها ليست بالكافية. فلن تكون مزية كفيلة بالفوز حيث إن منتخبات كرة القدم الكبيرة قد استعدت أيضا لهذه الظروف، ولا أقول أنهم سيصلون إلى مكان كأس العالم وفوق رؤوسهم المظلات، لا بالطبع، ولكنهم مؤهلون بدنيا، ولهذا السبب أقول أن الأمر مقيد بالحالة البدنية للاعب؛ فاللاعب الذي يبلي بلاء حسنا في جميع المباريات التي يلعبها سيصل إلى البرازيل وإن كان الجو باردا أو لطيفا بالخارج رغم أن البنية الجسمانية للاعب ستتأثر قليلا. لذا أرى أن الأهم في هذا الشأن هو النشاط وعدم التعرض لإصابات من قبل. تم اختيارك كأفضل لاعب أفريقي للمرة الثالثة على التوالي، فما مدلول ذلك لديك، هل هذا المستوى يضع ضغطا إضافيا عليك عند الاختيار أم أن ذلك يحفزك ويدفعك إلى الأمام؟ لا.. هذا أمر جيد، لأنه يعكس ثمرة جهدي في العمل ويوضح أنني على الطريق الصحيح، إنه الطموح الذي يأخذني إلى أبعد الحدود سواء كان هذا الطموح يحقق فوزا فرديا أم جماعيا، ولكنني أقول لنفسي "إنني على الطريق الصحيح، وأفضل ما يمكن القيام به هو المواصلة، فلدي نهم للنجاح، أريد أن أفوز بكل شيء". معلوم أن الاستمرار في الفوز لا يتحقق غالبا حيث يكون هناك أيضا هزائم، ولكنني أرى -عن نفسي- أن الأهم هو عدم التوقف أو الاستكانة إلى النجاح السابق؛ وهذا يلخص حياتي كاملة إلى حد ما. فأنا العامل المجد جدا جدا جدا الذي لا يرغب في التوقف مطلقا. وهل ترى المنتخبات الأفريقية قريبة من الوصول إلى الدور نصف النهائي أو النهائي في المونديال؟ نعم.. نشعر بذلك لأننا رأينا ذلك فعليا مع الفرق الصغيرة، وأظن أن أحد الفرق الأفريقية فاز مرتين أو ثلاثا بكأس الفيفا تحت 17 سنة أو كأس العالم تحت عشرين سنة، أما على مستوى الفرق الكبيرة فنحن قريبون للغاية من الفوز أيضا، لا شك أن ثمة اختلافا بين الفرق الكبيرة والصغيرة، ولكن اللاعبين على مستوى الفرق الكبيرة يكونون أكثر تميزا وأرى أننا قريبون جدا، وأن الهدف هو الذهاب إلى أبعد من ذلك. وأعتقد أن لدى الدول الأفريقية فرقا تمثلها جيدا هذه المرة. ولن أندهش إذا اقترب فريقان أو ثلاثة من الفوز. إذا لم يتأهل ساحل العاج إلى كأس العالم، فأي الفرق ستشجعها وتدعمها؟ الكاميرون.. نحن أصدقاء في الحقيقة، ولكني أحب الكاميرون، وغانا، ونيجيريا، أحب فريق نيجيريا لأن ستيفن كيشي مدير جيد، وفريق الكاميرون لأن صامويل إيتو صديق مقرب لي. وأحب فريق غانا لوجود أسامواه جيان ومايكل إيسيان فيه، كل هؤلاء اللاعبون، فهم أسرة وأصدقاء. فالأفريقي لا يساعد الأفريقي بل يدعمه. ما رأيك في طاقم ساحل العاج بكأس العالم؟ أشعر بالإثارة عند ارتداء هذا الطاقم أثناء اللعب لأنني أحبه حبا شديدا، أنا أحبه وآمل أن يجلب لنا الحظ. هل تحب التقنية الجديدة في طقم الملابس؟ نعم، يمكنني أن أشعر بها في الظهر، فهذه الدعامة المحكمة العريضة بالظهر جيدة ويمكنني أن أشعر باختلاف حقيقي، أشعر بالنشاط لارتدائها.