كشف قائد منتخب غانا ولاعب نادي العين الإماراتي أسامواه جيان، أن المنتخب الأمريكي سيأتي إلى البرازيل للثأر منا نتيجة تفوقنا عليه في مواجهتين سابقتين، عندما نواجهه في مجموعة الموت مع منتخبي ألمانيا والبرتغال، موضحا أنه بصفته قائدا لمنتخب بلاده يشعر بثقل المسؤولية لذلك يقوم بتحفيز زملائه اللاعبين بتأليف الأغاني والنكات في التدريبات وقبل المواجهات الدولية لتخفيف الضغط على اللاعبين وخاصة الشباب وبث الحماس في نفوس اللاعبين، حيث نمتاز عن باقي المنتخبات بروح الفريق الواحد، وأنه يتحمل صيحات الجماهير في أوقات الإخفاق وأنه قادر على امتصاص غضبهم، مشيرا إلى أن منتخب بلاده يضم الكثير من النجوم الشباب الذين سيصنعون الفارق في المونديال، مرشحا المنتخب البرتغالي لصدارة المجموعة، متذكرا انطلاقته في مونديال 2006 بعد تسجيله أسرع هدف لغانا في المونديال بعد مرور دقيقة، أسامواه جيان خص «عكاظ» بحوار كشف خلاله الكثير من الأسرار والتفاصيل عن حياته الرياضية: ما الفرق بين منتخب غانا اليوم والتشكيلة التي لعب بها في كأس العالم 2010؟ - يعود الاختلاف من وجهة نظري إلى وجود لاعبين جيدين صغار السن في الفريق هذا العام. قبل ذلك كان الفريق يضم لاعبين ذوي خبرة يبلون بلاء حسنا في الأندية التي يلعبون فيها وفي جميع المباريات التي خاضوها، وأعتقد أن الاختلاف الكبير الذي نراه اليوم يرجع إلى وجود الكثير من الشباب الصاعد في المنتخب، وأعتقد أن هذا شيء جيد. خيبة أمل ومن هؤلاء اللاعبين الذين سيتركون بصمة في هذا المونديال؟ - إنه لأمر صعب للغاية أن أتنبأ بشيء مثل هذا في المباريات التي سيخوضها المنتخب في المونديال، وكما تعرف يمكن لأي شخص أن يحقق النجاح، حيث كانت بداية نجاحي في عامي 2006 و2010، لذا لا يمكنني تحديد أي شخص، فقد نضع الكثير من الآمال والتوقعات على لاعب معين ثم نصاب بخيبة أمل، لذا ففي مثل هذه المباريات، علينا أن نخوض المباراة بفريق متعدد المهارات ونتأكد من أننا نعمل معا من أجل الوطن، و بالطبع يكون هناك شخص ما يلعب دور الملهم في الفريق، لكنني لست أنا (ضاحكا)، لذلك لا يمكنني الآن معرفة هذا الشخص لننتظر حتى انطلاق المونديال وسنشاهد ما الذي سيحدث حينها. ما مدى أهمية وجود توازن في المنتخب بين اللاعبين كبار السن والصغار الذين يتمتعون باللياقة والحيوية؟ - نعم إنه بالطبع أمر جيد حيث يندمج اللاعبون صغار السن الذين يتمتعون بالنشاط والحيوية مع اللاعبين ذوي الخبرة والمهارة وبالحديث عن اللاعبين ذوي الخبرة، تجدهم يشاركون خبراتهم مع اللاعبين الصغار ليجمع الفريق بين كل المزايا ويمكنه تقديم أفضل أداء، لذا أعتقد أن الخبرة عامل مهم أيضا، حينما يدور الحديث عن اللاعبين الصغار، نجد أنهم يتمتعون بنشاط وحيوية إلى حد كبير حيث يمكنهم بذل ضعف المجهود المبذول من قبل اللاعبين ذوي الخبرة. ومن ثم فإن دور اللاعبين ذوي الخبرة هو الأداء الجيد مع التحكم بالأمور في الملعب دون بذل مزيد من الجهد. أما بخصوص اللاعبين الصغار، فقد يكون هناك شيء يجهلونه لذا فهم بحاجة إلى ذوي الخبرة لتوضيح طرق اللعب لهم ولتمكنيهم من أداء دورهم على أكمل وجه. 11 عاما في المنتخب وبصفتك قائد المنتخب، هل تشعر بعبء المسؤولية؟ أم أنك تجد هذا الدور ممتعا لك؟ - إجابتي ستكون نعم ولا. كما تعلم، في بعض الأحيان تجد الناس يتطلعون إلى قائد المنتخب بكل احترام. ولكن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، فهناك العديد من الصعوبات في اللعبة فيجب أن يتحمل قائد المنتخب أو المدرب الرياضي مسؤولية الفريق، وأمضيت إحدى عشرة سنة من عمري ضمن صفوف هذا الفريق وواجهت الكثير من لحظات الانتصار والخيبة؛ ومررت بأيام صعبة ونتيجة لذلك، فإنني حينما أقوم بدور قائد الفريق اليوم، لا أشعر بأي نوع من أنواع الضغوط، أنا على استعداد لمواجهة أي شيء لقد تحولت الجماهير كلها ضدي عندما كنت صغيرا، ولكني استطعت اجتياز هذه الأوقات الصعبة التي مررت بها قبل أن أصبح قائدا وإنني على استعداد لتحمل المسؤولية. أجل، يوجد هناك شعور بالضغط. يراودني شعور في بعض الأحيان أنه بمجرد دخلونا ساحة التنافس، ينبغي أن أحقق الفوز بالمباراة، إلا أنني في بعض الأحيان أحدث نفسي قائلا: «أنا القائد، يتحتم علي الفوز». ولذلك عندما تسير الأمور في الاتجاه المعاكس، أشعر بمزيد من الضغط، أشعر كما لو أنني لم أقم بواجبي جيدا حيال قيادة الفريق ويتلفظ الجمهور في بعض الأوقات بعبارات جارحة، ولكنني واجهت الكثير من اللحظات الصعبة في عالم كرة القدم، لذا أعلم جيدا ما يتطلبه الأمر. بدأت نجاحاتك عام 2006، ويبدو ذلك عندما سجلت أول هدف لصالح منتخب غانا في تاريخ كأس العالم. ما الذي يعنيه لك هذا الهدف وهل له مكانة خاصة في نفسك؟ - بالتأكيد، إن هذا الهدف تحديدا لا يمكنني نسيانه، إنني أتذكر أول مباراة ضد فريق إيطاليا، حينما كانت النتيجة 2-0 لصالح إيطاليا وكانت أول مباراة لنا في مباريات كأس العالم، لذا كنت أنظر إلى أهمية المباراة الثانية وكم كنا نأمل في تحقيق الفوز. لم أكن أطمح في إحراز الهدف الأسرع، ولكنني أتذكر لحظات ما قبل المباراة، حينما تحدثت إلى شقيقي قائلا: «سأحرز هدفا»، فقال لي: «نعم، إننا نأمل ذلك». ولم أكن أتوقع أن إحراز الهدف سيأتي بهذه السرعة، وكان الجمهور في غانا يتوقع فوز غانا في المباراة الثانية أملا في أن يظل الفريق الغاني في مضمار المنافسة نظرا لخسارته في المباراة الأولى، وبالفعل أحرزت الهدف، لذا كان هذا الهدف بمثابة بث روح الأمل من جديد لغانا، وفي الوقت نفسه كان الهدف ضمن الأهداف الأسرع في مباريات كأس العالم حيث أحرِز بعد مرور دقيقة وثماني ثوانٍ بعد بدء المباراة. الروح هي كل الفريق يشتهر المنتخب الغاني ب «الروح» فما مدى أهمية هذا الأمر لمواجهة المنتخبات الأخرى؟ - نعم، فروح المنتخب تعد أمرا ذا قدر كبير من الأهمية فعند الحديث عن المنتخب الغاني، تجد أننا نعرف كيف نحفز أنفسنا وأذهاننا لنقوم بعملٍ جيد وكوني قائدا، فأنا أعرف كيف أعد الأشبال وأحفزهم من أجل المباريات الكبيرة وحتى إن لم أكن القائد، أتأكد بنفسي من تحفيز جميع اللاعبين وذلك بتأليف الأغاني لهم وكما تعلم، نقوم بإلقاء النكات خلال وجودنا في معسكرات لننسى قليلا أمر اللعب ولنبتعد فقط عن الضغط، فعندما ندخل الملعب سواء للعب مباراة أو من أجل التدريب، أنا من يبدأ بالغناء لبث الحماس في نفوس لاعبي الفريق لذا، هذه هي الطريقة التي نهيئ بها أنفسنا للمباريات فنحن نحب ونساعد بعضنا بعضا، وفيما يتعلق بي أعتقد أنه ليس هناك أي دولة يتمتع فريقها بروح مثل منتخب غانا. ستواجه غاناألمانياوالولاياتالمتحدة في المونديال، هل تعتقد أن الأمر يعد مزية لأنكم تعرفون كلا الفريقين؟ - ستكون المباراة مع الفريق الأمريكي قوية. وبالحديث عن التاريخ، فقد هزمنا أمريكا عام 2006 وهزمناه مرة أخرى عام 2010، وهذه المرة أعتقد أنهم عائدون ليثأروا وستكون هذه المباراة هي أول مباراة في هذه البطولة. لذا ستعد هذه المباراة مباراة قمة لأنها الأولى في بطولة كأس العالم ولأن كل فريق يرغب في الفوز ليظل في البطولة وسيشعر الجميع بالتوتر ستكون المباراة حافلة بالإثارة والمتعة. وسنحاول أن نهدأ ونلعب بشكل طبيعي. وما يجعل هذه المباراة مختلفة هو أن الفريق الأمريكي قادم ليثأر، حيث سيبذل اللاعبون قصارى جهدهم للفوز على غانا. وهل سيكون الحال نفسه في مواجهتكم للألمان؟ - نعم، نحن أيضا نرغب في الفوز على ألمانيا لأن كل مباراة في أي بطولة تمثل أهمية كبرى لكل دولة، لذا فالفوز هو ما نتطلع إليه. سنقهر المكينة الألمانية وصفت مجموعتكم التي تضم ألمانياوالولاياتالمتحدة والبرتغال ب «مجموعة الموت». هل هذا صحيح؟ - نعم فأنا أراه كذلك، إلا أن كرة القدم لم تعد تدور حول الأسماء بعد الآن، فقد فعلناها من قبل ففي عام 2006، كنا في نفس المجموعة مع إيطاليا، حيث برعت إيطاليا حتى فازت ببطولة كأس العالم ونحن فزنا على الولاياتالمتحدة التي احتلت المركز الرابع على العالم في التقييم في ذلك الوقت واحتلت جمهورية التشيك المركز الخامس في التقييم وكانت غانا مضطهدة في البطولة. كنا قادرين على تحقيق نتائج جيدة ونفس الأمر تكرر عام 2010 فقد تعرضنا للخسارة بسبب نفس الظلم وكنا قادرين على تحقيق نتائج جيدة. حدث ذلك من قبل ولا أشعر بالضيق على الإطلاق. فقد اكتسبنا خبرات كثيرة في بطولات كأس العالم وسنعمل على جعل كل الشعب الغاني يشعر بالفخر بسبب أسلوب لعبنا في الملعب. التأهل إلى الدور الثاني في المونديال يعتبر تحديا لكم ؟ - بالتأكيد، سيمثل الأمر تحديا، فالمنتخب البرتغالي فريق عظيم وألمانيا بالطبع هي الأقرب للتأهل؛ هذا ما يقوله الجمهور وعلى المستوى الإحصائي، فهما الفريقان الأقرب للتأهل في المجموعة، إلا أنك لا تعرف ما قد يحدث مستقبلا. أي منتخب يتأهل إلى كأس العالم يعتبر جيدا فهنا يصير الأمر صعبا قليلا لذا يتعين علينا الانتباه.