يجزم رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما أن العائد الذي ستجنيه الدولة من كأس العالم الحالية سيترك أثراً جيداً للقارة الأفريقية لعقود طويلة من الزمن. ويؤكد أنهم اتحدوا جميعاً في هذا المونديال العالمي ليظهر في أبهى صورة. جاء ذلك في حوار جاكوب زوما لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (fifa). وهنا نص الحوار: سيادة الرئيس تبقى أقل من أسبوع على إنتهاء كأس العالم، ما هي انطباعاتك عن البطولة؟ - أعتقد أنها تسير على خير ما يرام ونحن سعداء للغاية، وأهل جنوب أفريقيا سعداء. تكفي رؤية رد فعل الناس في كل المباريات. ويجب أيضاً أن أقول إن المجتمع الدولي سعيد جداً بهذه البطولة. لقد حظيت بفرصة حضور اجتماع مجموعة الثمانية في تورونتو وكانت الإثارة التي رأيت رؤساء الدول الآخرين يشعرون بها لا تصدق، والانفعالات واضحة. لا شك أن هذه البطولة كانت ناجحة جداً. أعتقد أننا أثبتنا أن أفريقيا بأسرها، وليست جنوب أفريقيا فحسب، قادرة على استضافة أي حدث ضخم. إلى أي درجة كان من الضروري أن تنجح جنوب أفريقيا في هذه البطولة بعد المخاوف والشكوك التي تعرضت لها البلاد في بعض الدوائر؟ - أعتقد أن نجاحنا كان ضرورياً للغاية. ولكن يجب أن نتذكر أننا كجنوب أفريقيين نفخر دائماً بقدرتنا على مواجهة أي تحد. فلا أحد في الواقع كان يصدق أننا سنتحول بهذه السلاسة من نظام التمييز العنصري وها قد فعلنا. كما تعرفون، لم يسبق أن أقيمت بطولة كأس العالم في أفريقيا. وعندما أعلنت جنوب أفريقيا لأول مرة رغبتها في استضافة كأس العالم، قال البعض "ما الذي يظنه ذلك البلد الأفريقي". صحيح أننا خسرنا في المرة الأولى أمام ألمانيا، ولكننا كنا نعرف أننا سننجح في المرة التالية. هذا هو ما يميزنا كبلد، فكرنا وإيماننا بأنه لا شيء مستحيل. كنا نعرف أننا نستحق ذلك، ولكن البعض ظلوا يقولون مستحيل، لن يستطيعوا تنظيمها وراحوا يتحدثون عن الخطة البديلة. وعندما أكملنا الملاعب، بدأ الناس يتكلمون عن الأمن وغيره من الأمور، ولكننا نظمنا بطولة عظيمة. واليوم خرج كثيرون ممن يتسمون بالصدق وقالوا "نحن نعترف لقد أخطأنا بحق بلدكم". بمناسبة الحديث عن أهمية كأس العالم، نعرف أن هذه البطولة كانت أيضاً فرصة للبناء في هذه الديمقراطية الناشئة. هل تعتقد أن ذلك تحقق بالفعل؟ - بكل تأكيد، تحقق بشكل فاق التوقعات. لقد كان ذلك عنصراً مهماً في بناء أمتنا. هذه هي المرة الأولى في جنوب أفريقيا التي نرى فيها أمة قوس قزح توحد صفوفها بهذا الشكل الذي لم نشهده من قبل. لأول مرة أرى كل جنوب أفريقي يلوح بعلمنا الوطني. إن هذه البطولة تثير جنون الجميع من السود ومن البيض. لقد أثبتت هذه البطولة أن الرياضة أداة لبناء الأمم. نجاح جنوب أفريقيا في استضافة كأس العالم يعزز موقفها عندما تطلب تنظيم أحداث دولية أخرى. هل هذا صحيح؟ - لقد أثبت هذا للعالم أننا قادرون على استضافة أي حدث دولي، لدينا الموارد والبنية التحتية. الناس يتحدثون بالفعل عن إمكانية طلب استضافة أحداث كبرى ونحن ندعم هذا. والألعاب الأولمبية مثال على ذلك، فلا أرى ما يمنعنا من طلب استضافة الألعاب الأولمبية في المستقبل. إنه أمر مهم بالنسبة لأفريقيا. ما هي الدروس التي استفدتم منها كحكومة من استضافة كأس العالم؟ - هناك دروس كثيرة. فأولاً، تعلمنا كثيراً عن كيفية العمل في حدود زمنية صارمة. وحققنا تنمية كبيرة وكان علينا أن نعمل وفقاً لجداول زمنية ضيقة لكي نسلم العمل المطلوب في موعده. أنت شخص أعلن حبه لكرة القدم. فما هو عدد المباريات التي تمكنت من مشاهدتها حتى الآن ومن الفريق الذي نال إعجابك؟ - شاهدت مباريات كثيرة، وأعتقد أن بطولة كأس العالم هذه كانت مختلفة. لقد أصبحت كرة القدم لا تخضع للتوقعات، ولم يعد هناك دول أصغر في كرة القدم. فبعض الدول التي كانت مرشحة خرجت الآن من البطولة، وأصبحنا نرى الفجوة تضيق بين الفرق التي يقال إنها كبيرة والفرق الأخرى. هناك بلدان لعبت جيداً بالطبع. ورغم أن البافانا بافانا لم يتأهلوا، أعتقد أننا لعبنا كرة قدم جيدة وكنت سعيداً. كنا قاب قوسين أو أدنى من التأهل. وقد أعجبتني منتخبات مثل هولندا وإسبانيا والبرتغال وألمانيا. أعتقد أن الألمان أعادوا ابتكار لعبتهم، إنهم يلعبون بسرعة كبيرة وتحلو مشاهدتهم. ولكن منتخبات أمريكا الجنوبية كانت عظيمة. فمن الممتع مشاهدة منتخبات مثل البرازيل والأرجنتين. ونحن في أفريقيا كلنا فخورون بغانا، لقد مثلتنا تمثيلاً رائعاً. نسألك عن المنتخب الذي تتوقع أن يفوز بالبطولة يوم 11 يوليو؟ - هذا صعب، ولكني أعتقد أن الفائز سيكون أحد الفرق التي ذكرتها (يضحك). يتحدث الناس غالباً عن العائد الذي ستتركه بطولة كأس العالم هذه. لكن ما هو الذي تريدها أن تتركه لأطفال جنوب أفريقيا بالذات؟ - أولاً يدرك العالم أن أفريقيا لديها القدرة على استضافة كأس العالم. لقد رأى الجميع أننا أهل لهذه المهمة، وأنها قد أخذت التنمية الاقتصادية إلى مستوى مختلف. إن التعليم هو أحد الأمور ذات الأهمية بالنسبة لأفريقيا، وتلعب برامج مثل (هدف واحد ، التعليم للجميع) دوراً حيوياً وذلك إرث لنا. لقد ألهمت هذه البطولة الأفارقة.