لا يستطيع أهالي العقيق بالباحة الاستغناء عن طريق الملك سعود، باعتباره من الطرق الهامة في المحافظة، لكنهم لا يعرفون أيضا الطريقة المثالية للتخلص من رعب الحوادث المرعبة التي تجتاح مشاعرهم كلما حاولوا عبور الطريق. وطالب عدد من أهالي المحافظة إمارة المنطقة ووزارة النقل بالتدخل للتخلص من عيوب الطريق الذي تحول إلى شبح للجميع. وأوضح محمد بن شباب أن طريق الملك سعود هو أول طريق يربط شمال المملكة بجنوبها عبر محافظة العقيق بمنطقة الباحة، وسمي بذلك الاسم تخليدا لعبور الملك سعود رحمه الله عبره خلال زيارته لمنطقة الباحة منذ ما يزيد على سبعين سنة، مبينا أن الطريق هو أكثر الطرق بالمنطقة حوادث وحصدا للأرواح، وسبق أن تمت سفلتته بعد مطالبات من الأهالي دامت أكثر من ربع قرن، ولكن للأسف تمت سفلتته تحت مسمى طريق زراعي وبطريقة سيئة، حيث يشكل سلسلة من المنعطفات الخطيرة المهلكة التي تشهد أفظع وأبشع الحوادث بشكل شبه يومي. وقال «تقدمنا بعدة طلبات لوزارة النقل بشأن ازدواجية هذا الطريق وتلافي ما فيه من منعطفات خطيرة لا داعي لوجودها أصلا، وطلبنا تشكيل لجنة للوقوف على حالة الطريق وتعديل ما فيه من أخطاء، وفعلا تم تشكيل لجنة من وزارة النقل وتم الوقوف على طبيعة الطريق، وطمأنونا بأنه سوف تتمم معالجة ذلك، ولكن للأسف بقي الوضع كما هو». وتابع ابن شباب: «تقدمنا لوزير النقل عند زيارته للمنطقة منذ أكثر من أربع سنوات، ووعدنا بأن تتم ازدواجية الطريق خلال سنتين، لكنهما مضتا وأضيفت إليهما سنة ثالثة ورابعة ولم يتغير شيء سوى حصد المزيد من الأرواح، وبعدما زادت المعاناة راجعنا الوزير في مكتبه وشرحنا له وضع الطريق المأساوي، وذكرناه بوعوده السابقة فوعدنا خيرا»، مشيرا إلى أن الوعود كثيرة والمعاناة تزداد، خصوصا مع ازدياد عابري هذا الطريق، ولكن الأمل معقود في سمو أمير المنطقة لينال هذا الطريق اهتمام سموه وتأييد مطالبنا عن طريق مجلس المنطقة ليتم رفع مسمى الطريق وازدواجيته والوفاء بوعود وزارة النقل. واعتبر محسن عمير الغامدي أن خطورة الطريق، والذي يربط محافظة العقيق بالطائف مرورا ب(العقيق كرا وراخ تربة الخياله)، في الحوادث التي تقع على هذا الطريق المتعرج الذي يهدد حياتهم بالخطر، مبينا أن الأهالي خاطبوا إدارة النقل بمنطقة الباحة بشأن عمل تعديلات للطريق وعمل ازدواجية لها سنوات عديدة لم تر النور من طرق الباحة، ولم تستجب إدارة النقل لنداء أهالي المنطقة بحجة عدم إدراج الطريق في الميزانية على حد قوله، مشيرا إلى أن السبل تقطعت بهم وهم يطالبون «طرق الباحة» بوضع حل لهذا الطريق، والذي يسلكه الطلاب والمرضى وكبار السن يوميا في رحلات المعيشة ومن أجل الحياة، لكنه سرعان ما تتحول الحياة إلى موت. وأشار عبدالله البعيص إلى أن الجميع لا يمكنه الاستغناء عن هذا الطريق، وقد خالف التوفيق تصميمه السابق، فأزهقت فيه العديد من الأرواح بسبب منعطفاته التي لم يكن لها مبرر في منطقه منبسطة، لكن الأهالي ما زالوا يعلقون آمالا على سرعة تدخل سمو أمير المنطقة لإنهاء هذه المصيدة المتربصة بكل سالكي الطريق وإيقاف نزيف الدماء. من جهته، أوضح المتحدث الإعلامي لإدارة مرور الباحة الرائد عبدالله مسفر الزهراني أن طريق الملك سعود، والذي يربط بين مركزي (كرا) و(وراخ ) يعد من الطرق الخطرة في منطقة الباحة، والسبب في ذلك كثرة المنحنيات الخطرة والمنحدرات المحتوية منعطفات تصعب القيادة بها لمستخدمي ذلك الطريق والعارفين به، فضلا عمن يقود به لأول مرة. وأضاف الزهراني أن أغلب الحوادث المتكررة تقع في جميع تلك المنحدرات والمنحنيات والمنعطفات عامة، ومنعطف الحيموم والعاصد بوجه خاص، وذلك حسب إحصائية الحوادث خلال العامين المنصرمين على ذلك الطريق، والتي بلغت 134 حادثا كان من نتائجها وقوع 42 إصابة و7 وفيات. «عكاظ» تواصلت مع مدير إدارة النقل بالباحة المهندس عادل عبدالله فلمبان، والذي أوضح أن ازدواجية طريق الملك سعود الرابط ما بين العقيق والطائف تحت الدراسة، وقال «نؤمل على الوزارة بشكل كبير للانتهاء من الدراسة والبت في المشروع».