أثار ازدياد محال بيع المعسل في الشرائع شرقي مكةالمكرمة مخاوف الأهالي من انتشار ظاهرة التدخين بين المراهقين. إذ يشكل شارع 32 الفاصل بين مخطط «2» ومخطط «9» أكبر تجمع لهذه المواقع بصورة لافتة للنظر، إضافة إلى انتشار عدد من المحلات في بقية الشوارع الرئيسية. وفي هذا السياق، طالب عدد من أهالي وسكان الشرائع أمانة العاصمة المقدسة والمجلس البلدي بنقل هذه المحلات إلى خارج النطاق العمراني، مشيرين إلى أن انتشارها بهذه الصورة وعرض أدوات المعسل بصورة ملفتة للنظر عبر الواجهات الزجاجية قد يشجع الصغار والمراهقين على الوقوع في التدخين. وقال كل من علي السيحاني ومشاري الروقي وبدر البلادي وردة الأسعدي وبدر السفري: إن انتشار هذه المحلات بهذه الصورة قد يكون إحدى الوسائل المشجعة على الوقوع في براثن التدخين، خاصة بين أوساط المراهقين، مشيرين إلى أن المجلس البلدي قد نجح خلال السنوات الماضية في منع بيع الدخان في بعض الواقع. ولفتوا إلى ضرورة تبني قرار لنقل هذه المحلات خارج النطاق العمراني، خاصة في ظل التوسع الكبير الذي شهدته مخططات الشرائع خلال السنوات القليلة الماضية، مشيرين إلى أن الأهالي تنتابهم المخاوف المتكررة بسبب كثرة انتشار هذه المحلات وخوفهم على أبنائهم من تغرير بعض العمالة التي تعمل بهذه المحلات. من جهته، قال الشيخ إبراهيم الحمدان المدير التنفيذي لجمعية مكافحة التدخين والمخدرات بمنطقة مكةالمكرمة «كفى»: بدأت بعض المحلات التي تبيع أنواع التبغ من معسل وشيش باستخدام بعض الوسائل لإغراء الشباب بتعاطي المسعل، فاستخدموا النكهات والألوان الصناعية التي تحسن المذاق لدى المتعاطين، فزاد أعداد متعاطي هذه الآفة، ولابد من إجراءات حازمة لإخراج كافة المحلات إلى خارج النطاق العمراني لحماية أجيالنا من هذه الآفات، وكذلك الرقابة على عدم البيع لمن يقل عمره عن 18 سنة، والسعي لرفع السن إلى 21 سنة أسوة بالدول المتقدمة حفاظا على شبابنا وأرواحهم من هذه الآفات القاتلة، مشيرا إلى أن أكبر سبب لانتشار المعسل بين الشباب بل والفتيات قرب هذه المحلات من سكنهم ومدارسهم، مما سهل عليهم الوصول لها مع الإغراءات التي تمارس في إيقاعهم بتعاطيها، وذلك بتنوع النكهات والألوان حتى أصبح البعض يتفاخر بها، وهذا ينذر بكارثة على أجيالنا إذ أن هذه الممارسات دخيلة على مجتمعنا وتؤدي إلى انحراف في السلوك ونزع للقيم والأخلاق. وأضاف قائلا: «تعاطي الشيشة لمدة ساعة يعادل تعاطي 200 سيجارة، وللأسف أن متعاطين الشيش والمعسلات بعضهم هرب من السجائر إلى المعسلات والشيش لتوقعهم أنها أقل ضررا وهي أشد ضررا من التدخين»، مشيرا إلى أن الجانب التوعوي الإعلامي مهمل تماما إذ أننا لا نجد إعلانا يثقف ويوعي بأضرار هذه الآفات، وساعد هذا الأمر في وقوع الشباب والفتيات ضحية لهذه الشركات التي تمارس الإعلان لمنتجاتها عبر الأفلام والمسلسلات، فيظهر أبطال هذه الأفلام وهم يتعاطون السجائر أو المعسل أو غيرها مما يرسخ لدى المشاهد أن هذا نوع من الرجولة أو حل لمشكلاتهم وضغوطاتهم النفسية وأيضا كثرة أوقات الفراغ عند البعض». ولفت إلى ضرورة وجود أندية في جميع الأحياء تستوعب الشباب والفتيات لاستغلال أوقات فراغهم وتهيئة بيئات نقية لهم لممارسة الرياضة والقراءة وتنمية المهارات وفتح مجال للدورات كي يبتعدوا عن البيئات غير الصحية. من جهته، قال مدير إدارة الإعلام والنشر بأمانة العاصمة المقدسة أسامه عبدالله زيتوني فيما يتعلق بمحلات بيع المعسل: فإن الأمانه لا تعطي تصاريح نظامية أو تراخيص لبيع المعسل أو الدخان، مشيرا إلى أن جميع المحلات الموجودة في الشرائع مصرح لها ببيع الفحم ومشتقاته فقط.