يترقب آلاف المواطنين في محافظة الطائف زيارة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، لتحريك مشروع نفق الكر الذي يربط بين محافظة الطائف ومنطقة مكةالمكرمة، وذلك بعد جهود سموه في اعتماد مطار الطائف الدولي. وكانت الآمال قد انتعشت بعد أن صدرت توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بتنفيذ مشروع نفق يربط الطائفبمكةالمكرمة، وذلك بعد أن وجه سموه محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر بالرفع له مباشرة عن المشروع، قائلا: «لن نبخل على مكةالمكرمة بشيء، وعليكم الرفع لي بتقرير عن المشروع فورا لمناقشته في مجلس الوزراء في أقرب فرصة، مؤكدا سموه حرص الملك على دعم كل ما من شأنه تطوير مكةالمكرمة». إلى ذلك أكد محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر حرص ولي العهد، وسمو أمير منطقة مكةالمكرمة على دعم كل ما من شأنه تطوير المنطقة ومحافظاتها، لافتا إلى أن توجيه سمو ولي العهد يخدم المشاعر المقدسة والمنطقة بأكملها، مؤكدا أن الآمال معقودة في أمير منطقة مكةالمكرمة لدعم هذا المشروع حتى يجسد على أرض الواقع ليخدم الجميع. وأشار رئيس الغرفة التجارية الصناعية في الطائف نايف العدواني إلى أن دراسة المشروع جاهزة، حيث تمت إعادة تصميم بعض التصورات لتستمد جمالها من الطبيعة العمرانية لمنطقة مكةالمكرمة وعرضها على خادم الحرمين الشريفين، لافتا إلى أن المشروع، الذي تصل تكلفته إلى ثلاثة مليارات ريال، سيساهم في تقديم الخدمات واختصار المسافات، بما يضع حدا لمعاناة قاصدي مكةالمكرمة، معربا عن أمله في أن يكون مشروعا حكوميا. ويتوقع أن يسهم المشروع، حسب عدد من رجال الأعمال بالطائف، في إنعاش الحركة الاقتصادية بالمنطقة، لتكون مقصدا سياحيا لكل أبناء المملكة، ويرى أن أثر المشروع لن يقتصر على اختصار المسافة بين مكةوالطائف، بل سيسهم في إنعاش السوق العقارية بمنطقة الهدا بشكل كبير، وزيادة الاستثمارات في المنطقة عامة، وسيشكل إضافة مهمة للطائف والمنطقة الغربية من الناحيتين السياحية والاقتصادية، خصوصا أن المسافة المقدرة من النفق إلى البيت الحرام لن تتجاوز 30 دقيقة، كما ستصبح الطائف أقرب لسكان مكةالمكرمة من محافظة جدة، بما سيسهم في انتعاش السياحة على مدار العام. ويصل طول مشروع النفق إلى 11 كيلو مترا، ويحتوي على نفق من تحت الجبال قطره 13.5 متر وارتفاعه 8.7 متر، فيما حددت الدراسة بداية النفق من منطقة الخالدية في محافظة الطائف، بجانب نفق المياه القديم ونهايته في منطقة نعمان بداية مكةالمكرمة، وسيكون نفقا مزدوجا باتجاهين بواقع ثلاثة مسارات وعرض ثلاثة أمتار للاتجاه الواحد، ومزودا بأحدث تقنيات السلامة، فيما ستربط المسارين أنفاق عرضية للطوارئ بعد كل 300 متر للإخلاء في حالة الحوادث. انبثقت فكرة النفق بعد تنفيذ مشروع إيصال المياه من محطة الشعيبة 1 إلى الطائف، والذي تم بواسطة أنابيب مررت عبر جبال الهدا، حيث كان تمرير الأنابيب عبر نفق خاص بالهدا، بمثابة بادرة لمشروع أكبر وهو تمرير نفق من خلال الجبل، وقد تبلورت فكرته بانتظار الموافقة على الاعتمادات ليكون بعد تنفيذه أطول نفق مزدوج في المملكة. وكشفت مصادر «عكاظ» أن الدراسات لتنفيذ مشروع النفق وضعت العديد من الحلول لمعاناة السكان وهي أن طريق الهدا الذي يزيد طوله على 40 كيلو مترا تستهلك فيه إطارات السيارات ومحركاتها وتختصر في عمرها الزمني. ويمثل مشروع النفق طريقا سريعا يختصر المسافة بين مدينتي مكةالمكرمةوالطائف، وكانت غرفة الطائف قد تبنت في وقت سابق، إعداد دراسة وتصاميم أولية للمشروع وجدواه الاقتصادية عن طريق أحد المكاتب الهندسية الاستشارية.