هناك فهم خاطئ يتردد في بعض الأوساط يقول إن خروج الجيش الحر من مدينة حمص هو هزيمة للمعارضة وانتصار للنظام الإجرامي البشع الذي قتل حتى الآن أكثر من (150) ألف سوري وسورية وطفل.. نقول إنه فهم خاطئ.. ونؤكد على ذلك.. لسبب بسيط هو أن «بشار الأسد» وطغمة بشار الأسد الحاكمة لن تستطيع إدارة شؤون سوريا بعد اليوم.. وقد حولتها دباباته.. وطائراته.. وصواريخه إلى محرقة وتركت في نفوس السوريين ألف غصة وغصة.. حتى وإن صبت إيران في خزائن هذا النظام بلايين الدولارات.. وحتى وإن وفرت له تعهداته والتزاماته تجاه الدول والأطراف الأخرى سياجا يحميه من انتقام السوريين ومن حالة البؤس الشديد التي سوف يعيشونها في الفترة القادمة.. ويكفي أن سوريا أصبحت محتلة ليس فقط من قبل «حزب الله" الأداة الرئيسية الأولى لإيران في المنطقة وفي سوريا ولبنان على وجه التحديد.. وإنما من قبل الأطراف التي وقفت إلى جانب رأس النظام ليس حبا فيه.. وإنما تحقيقا لمصالحهم وفي مقدمتها تقاسم سوريا وإلغاء إرادة أبنائها وإدارة شؤونها بالكامل.. وإذا ظن الأسد وطغمة الأسد أنهم بهذا الانسحاب التكتيكي ذي الأبعاد المختلفة أصبحوا منتصرين فإن المرحلة القادمة سترينا فيهم ما لم يروه من قبل.