استفحل خطر الطريق الرابط بين محايل عسير ومدينة أبها، على مدى 33 عاما، ليفتك بالعديد من الأرواح البريئة، حتى أنه بات من الصعب العثور على أسرة ليس فيها ضحية لهذا الطريق. ومنذ إنشاء الطريق في عام 1402ه، تحول الشريان الحيوي لربط تهامة عسير بأبها والمناطق الجبلية إلى ثعبان يفتك ويقتل ويروي عطشه بدماء الأبرياء في حوادث مأساوية، لن ينساها من فقد قريبا له، ولن ينساها عابرو الطريق، حيث راح ضحية منعطفات (الحبابة) الشهيرة ما لا يقل عن 400 شخص خلال 8 سنوات، فيما أطلق الأهالي على منعطفات (الصلال) بأنها منعطفات الشياطين لكثرة الحوادث فيها، وكذلك منعطف جسر عرم. ويعيب الأهالي على الطريق أنه يعج بالمنعطفات، فحادثة الطلاب قبل أربع سنوات التي راح ضحيتها أربعة طلاب من مدرسة ابن سيرين في محايل، وإصابة آخرين ما زالت عالقة في الأذهان. وأوضح أحمد علي عسيري (من ساكني القرى التي على جنبات طريق محايل أبها) أن إدارة الطرق والنقل بمنطقة عسير مطالبة بوضع لوحات وإرشادات تبين أن هناك منعطفات خطرة للحد من السرعة والانتباه لها، مضيفا أنه من عقبة شعار، وصولا إلى محافظة محايل عسير، فكل يوم تشرق فيه الشمس وتغيب ونحن نشاهد مجازر، والطريق يعاني من الضيق والمنعطفات الخطرة والظلام الدامس. وبين أن الطريق بحاجة ماسة إلى مركز دفاع مدني ومركز للهلال الأحمر، حيث أنه عند وقوع الحوادث يغلق الطريق فينزف المصاب حتى الموت. ويرى عبدالله مغرم أن الشركة المنفذة لمشروع ازدواجية طريق محايل أبها لم تقم بشيء حتى الآن، حيث تحولت الحفريات والردميات مع مياه الأمطار والسيول إلى مستنقعات مائية خطرة دون جدوى من تلك الشركة بحسب رأيه. ويؤكد محمد عامر عسيري أن بعض المنعطفات تعاني من عدم وجود سياج حديدي وصبات خرسانية، وقال: بعض السيارات يختل توازنها وتسقط في عمق وادي تية، ولا يعلم بها إلا لاحقا؛ كما حدث ليلة عيد الأضحى المبارك عام 1428ه عندما فقدنا اثنين من إخوتنا رحمهما الله عندما انحرفت بهم المركبة وهوت في وادي تية، ولم نعلم بالحادثة إلا عصر اليوم الثاني. ويلفت علي عضوان عسيري إلى دور الشاحنات في وقوع الكثير من الحوادث المأساوية على هذا الطريق لكثرة مرورها، وقال: هناك حادثة شهيرة عندما اصطدمت شاحنة بسيارة وافد فقضت على الأسرة بعد أن تطايرت الجثث على جنبات الطريق، فكثرة الشاحنات التي تسابق المركبات الصغيرة يضاعف الحوادث المميتة على هذا الطريق. مصدر في قسم مرور محافظة محايل عسير أوضح أن هناك تسييرا للدوريات السرية على هذا الطريق للحد من السرعة والتجاوزات الخاطئة، كما أن هناك انتشارا للدوريات المرورية. وأكد الناطق الإعلامي للهلال الأحمر بمنطقة عسير أحمد إبراهيم عسيري أن الأطقم والفرق الإسعافية تباشر إسعاف مصابين في حوادث مروعة على طريق محايل أبها، بل إن بعضها حوادث قاتلة. من جانبه، قال ل«عكاظ» مدير إدارة الطرق والنقل بمنطقة عسير المهندس علي مسفر أن طريق محايل أبها اعتمدت ازدواجيته، وأن الشركة المنفذة للمشروع قد بدأت العمل فيه.