أكد الناطق الرسمي باسم الائتلاف السوري المعارض لؤي صافي، أن ترشح بشار الأسد للرئاسة سيوصله للمحكمة الجنائية وليس لكرسي الرئاسة، فالخطوة التالية المتزامنة مع تحضيرات الأسد للانتخابات الرئاسية هو إيصال ملف الجرائم التي ارتكبها إلى المحكمة الجنائية، ليلقى القصاص الذي يليق به، مؤكدا أنه رغم الجمود الدولي حيال الحلول السياسية إلا أن العالم لن يرضى باستمرار بشار الأسد وحكمه القائم على الحديد والنار والقتل والتدمير وسياسة البراميل المتفجرة التي ينتهجها. وفيما يلي تفاصيل الحوار: ● الأسد أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية والإبراهيمي استقال، كيف تقرؤون المشهد السوري والدولي؟ - ترشيح الأسد نفسه لانتخابات هي في الأساس زائفة وهزل، وهي خطوة لإعادة إنتاج فكرة قيادته للبلاد، لتدميرها في ظل ظروف داخلية وخارجية لا تسمح بإجراء انتخابات حرة ونزيهة. الأسد يحاول تأسيس حكم همجي جديد والسيطرة على البلاد، وهذا الواقع يفرضه المشهد الدولي، ولكن ما يقوم به الأسد هو مجرد أمنية يحاول تحقيقها من خلال المسرحية الهزلية التي يقدمها للشعب السوري منذ أكثر من أربعين سنة. أما بالنسبة للمشهد الدولي، هناك جمود واضح فيما يتعلق ببلورة أي حل سياسي، كما كان متصورا ونعني به جنيف، ففرضية التفاوض مجددا في بيان جنيف انتهى بشكل كامل، الأمر الذي دفع بالمبعوث الدولي والوسيط الإبراهيمي إلى الاستقالة من هذه المهمة التي تزداد صعوبة بسبب تعنت النظام السوري وتعنت حلفائه الروس والإيرانيين بدعمه حتى النهاية. ● برأيكم ما هي المعطيات أو مكامن القوة التي يتمتع بها النظام حتى وضع العالم وراء ظهره وما زال يمضي قدما؟ - مصدر قوته خارجي طبعا، فبالدرجة الأولى تأتي إيران الملتزمة بالحفاظ على النظام، فاستخدمت كل حلفائها في العراق ولبنان من أجل مناصرة النظام ودعمه، ثانيا الدور الروسي وما تقدمه من دعم عسكري وسياسي، وهذه المعطيات تساعد على استمرارية النظام، فلا مكامن لقوته منفردا أو في الداخل، فلو كان الأمر متروكا للسوريين ولم تهب الحليفتان لدعمه لكان بشار الأسد ونظامه انتهوا منذ بدء الأزمة. ● وماذا عن حلفاء المعارضة، والشعب السوري وثورته؟ - إن حلفاء سوريا وأصدقاءها كمجموعة كبيرة قدموا الدعم، ولكن لم يقدموا ما يكفي من أجل استمرار هذه الثورة، وبالمحصلة فإن ما تلقته الثورة هي مساعدات محدودة جدا على الصعيد العسكري ولا تسمح بالتالي أن يحقق المنتفضون على النظام نصرا حاسما وواضحا، على عكس الالتزام الكامل العسكري والإغاثي والسياسي غير المحدود وغير المشروط الذي يلقاه النظام من قبل حلفائه. ● كيف تقرؤون الموقف الروسي باتجاه حل للأزمة السورية؟ - إن مواقف الروس منذ بدء الأزمة السورية كانت واضحة، بدليل استخدامها حقها الدائم بالفيتو من أجل حماية النظام وتفويت الفرص على تنحية بشار عن الحكم، لذلك نعتبر أن الموقف الروسي غير واضح المسار ولا يمكننا استيضاح لعبتهم الجديدة. ● هل رتبت المعارضة مواقفها وخططتها لمواجهة بشار الأسد الذي يتحضر لترؤس البلاد في ولاية جديدة؟ - المعارضة السورية انطلقت من الصفر دون أن يكون لها جيش أو مؤسسات، وحاولت خلال الأزمة إنشاء المؤسسات الضرورية عبر تأليف الحكومة المؤقتة ومحاولاتها الحثيثة لتطوير قدرات الجيش السوري الحر، والمعارضة ما زالت ماضية في هذا الشأن، وتقدمت كثيرا حتى لو أن تقدمها لم يكن بالسرعة الكافية لإنهاء النظام، ولكن أداءها متطور كثيرا وهذا التطور سيستمر سياسيا وعسكريا حتى انتهاء الازمة. ● في الثالث من يونيو سيجري الأسد الانتخابات وسيعلن فوزه بولاية جديدة، ما هي خطواتكم التالية وكيف تنظرون إلى داعش؟ - نعم، لقد بدأت المعارضة تحركها سياسيا، وهذا التحرك ينصب في دعم جهود الحكومة السورية المؤقتة، وفي نهاية الأمر نحن نريد أن تسمى الاشياء بمسمياتها، فما يقوم به النظام منذ بدء الأزمة هي جرائم حرب وضد الإنسانية، والمعارضة تعمل على أن يطرح هذا الملف ويفتح على طاولات المنظمات الدولية وفي هذا التوقيت بالذات، الآن المعارضة السورية تعمل بالتعاون مع الفرنسيين والنشطاء الحقوقيين السوريين وغير السوريين، وبدعم من مفوضية الأممالمتحدة في لاهاي لإيصال هذا الملف إلى محكمة الجنائيات، ولابد لمجرمي الحرب الموجودين في سوريا على رأس السلطة أن يعاملوا بالطريقة والمستوى الذي يليق بهم. اما بالنسبة لداعش نحن نعتبرها الوجه الأخر للنظام الاسدي. ● محاكمة بشار الأسد كمجرم حرب تحتاج إلى وقت طويل، لكي يصدر قرار لإحالته لمحكمة الجنايات، هل تتأملون خيرا من الدعم الفرنسي والحقوقي الدولي لهذا الملف؟ - تحركنا بدأ على كل المحاور، إن كان على المحور الدبلوماسي أو السياسي والخدماتي في دعم جهود الحكومة المؤقتة، بالإضافة إلى دعم الجيش الحر في الصراع العسكري القائم على الأرض، وبشأن محاكمة النظام نحن ماضون بكل المحاور للوصول إلى محاكمته.