كسر أنور حسن وعبدالرحمن جارالله وسامي الشلوي وصالح الحلي ودايس الغامدي نمطية الشاب السعودي المتأنق في لبسه وحركته واكسسوارات جوالاته وخواتمه وساعاته والمبالغة في متابعة الموضات وأحدث الصرعات، وأماطوا اللثام عن حقيقة معدن الفتوة والمهارة وحب المرجلة في أبناء الوطن إذ أسهموا في استعادة سوق الخضار بأكمله من الوافدين دون تملق للوقت ولا تربص بحظوة المصادفات، ويؤكد أنور حسن أن الإسراف في الأحلام لا يأتي بخير وأن التسويف بضاعة المفاليس ما دفعه وثلة من أصدقائه وزملائه ومعارفه إلى جمع مبلغ خمسة آلاف ريال لتكون نواة للبدء في مشروع استئجار محل لبيع الخضار والفواكه الطازجة منذ سبعة أعوام وبدأ الشبان يوقدون مصابيح الأرواح المنطفئة ليعقبهم رفاق لهم ومجايلون ويتبعون أثرهم حتى تسعود سوق الخضار والفواكه اليوم بكامله، ولا يرى صالح الحلي تعارضا بين الدراسة الجامعية والعمل في محل بيع الخضار كون الشركاء يتقاسمون الوقت بمرونة مع إيثار من له ظرف طارئ أو دراسة بتخصيص وقت مريح له يمكّنه من الإنتاج فيه، ويلفت عبدالرحمن إلى أن العمل يرفع أسهمهم عند الله وعند المجتمع كونهم يخدمون أهلهم ووطنهم ويستفيدون ماديا ما يسدون به حاجتهم ويوفر لهم أمانا لقابل الأيام، ويعود أنور ليرد على من يقلل من كفاءة الشبان وقدراتهم، مشيراً إلى أن فريق العمل معه يستقبلون الخضار ويعيدون غسلها وترتيبها وربطها وعرضها بطريقة جاذبة، مبدياً رضاه وكافة الشبان العاملين عن إجراءات الدولة مع الوافدين وتصحيح أوضاع العمالة كونها أتاحت لهم هذه المساحة من الرزق المباح والعمل الحلال الذي يؤمن لكل فريق منهم بين 400 إلى 600 ريال أرباحا يومية يتقاسمونها بينهم عن تراض بعد تخصيص رأس مال للغد، وأضاف أنور بأن الشبان السعوديين حريصون على صحة وسلامة المواطنين إذ لا يتعاملون إلا مع مزارع معروف ملاكها والخضار المعروضة لديهم خالية من السميات والكيماويات وآمنة من السقيا بمياه آسنة، فيما يؤكد سالم الشلوي أن العمل عبادة والكسب من كدح اليد وعرق الجبين مبارك ومردوده النفسي والاجتماعي والاقتصادي مغر، مسجلا تحفظا على نقاد العاملين في سوق الخضار ومعلقاً على سخرية البعض أو استخفافه بهم قائلا :«العمل الشريف خير من التسكع والثرثرة المجانية أو الوقوع في فخاخ نتنة الرائحة»، من جهته أوضح مدير مكتب العمل في منطقة الباحة إبراهيم زلفان أن نسبة السعودة في سوق خضار الباحة تحققت بنسبة 100 %، وأضاف أن برنامج نطاقات والباقات أسهم في رفع نسب توطين الوظائف، مثمناً لكل من أسهم في السعودة ومن تعاون معها من منسوبي الإدارات والمسؤولين ووسائل الإعلام.