وصفت وزيرة خارجية إيطاليا فيديريكا موغيريني العلاقات الإيطالية السعودية ب «التاريخية»، وقالت في حوار ل «عكاظ»: إن العلاقات الممتدة 80 عاما شهدت جهودا لبناء أواصر الثقة بين البلدين وفتحت خلالها فرصا عديدة للتعاون المشترك. وأكدت أن المملكة تقوم بدور إيجابي لتحقيق الأمن والاستقرار. وفيما يتعلق بالأزمة السورية أكدت الوزيرة الإيطالية أنه لا بديل عن الحل السياسي، معربة عن قلقها من تدهور الحالة الإنسانية في سوريا وتدفق اللاجئين إلى دول الجوار وأوروبا.. شهدت إيطاليا مؤخرا احتفالية المنتدى السعودي الإيطالي بمناسبة مرور 80 عاما على علاقات البلدين.. فما هو تقييمكم للعلاقات السعودية الإيطالية؟ الاحتفالية جرت في سبتمبر الماضي وكانت فرصة كبيرة للتعرف على التراث والآثار السعودية، وقد جاءت هذه الفعالية تتويجا للعلاقات المتينة والتاريخية بين بلدين، وحرصنا الشديد على تطويرها في المستقبل من خلال الحوار المتبادل والتعاون في الملفات ذات الاهتمام المشترك لاسيما في ضوء سعينا لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وتقديرنا لدور المملكة الفاعل في هذا الإطار. كيف تنظرون إلى التعاون مع المملكة ومنطقة الخليج ؟ دور المملكة يشكل محورا مهما في العلاقات الإقليمية والدولية، ونحن من جانبنا نرى أن الأهمية السياسية والاستراتيجية والاقتصادية التي اكتسبتها منطقة الخليج ومن خلال الدور السعودي البارز تجعلنا حريصين على التشاور والتعاون المستمر لاسيما أننا ندعم التعاون البناء مع الشركاء الإقليميين، ولاشك أن هناك الكثير الذي يجعلنا شركاء مع المملكة ونحن حريصون على التبادل والتشاور في قضايا تهمنا. تشهد عملية السلام في الشرق الأوسط تدهورا.. ماهو السبيل للخروج من هذا المأزق؟. نشعر بانزعاج كبير إزاء التطورات الأخيرة لمفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، ونرى ضرورة استئناف المفاوضات، ونحث الطرفين على الامتناع عن تبني مبادرات تضر بالحوار بين الجانبين، وينبغي على الطرفين أن يكونا على استعداد لحلول وسط صعبة للتقدم في المفاوضات في هذه المرحلة الصعبة من أجل تمكين خيار الدولتين المتعايشتين في إطار عملية تضمن السلام والأمن للجانبين. الأزمة السورية تسببت في نزوح عدد كبير من اللاجئين إلى الخارج.. بعد انهيار «جنيف 2» ما هو مسار الحل برأيكم؟ من المؤسف أن الجهود الدبلوماسية لم تسفر عن نتائج إيجابية، ونخشى إضعاف الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي في الملف السوري.، نحن بصدد ركود وإحباط أيضا على الصعيد الدبلوماسي. في نفس الوقت ينبغي أن نتعرف على عوامل عديدة تتسبب في هذا الركود الدبلوماسي، ونحن في روما نطالب بالحفاظ على الشراكة مع روسيا.. لقد لاحظنا اهتمام بعض الدول في الاتحاد الأوروبي بملف الطاقة في العلاقات مع روسيا ونحن من جانبنا نرى أن العلاقة مع موسكو تتعلق بالنهج التعاوني لحل الأزمات الاقليمية والدولية ومن هنا نحث على الإسراع في العمل الإيجابي في الملف السوري. ما هو المنتظر من المؤتمر الدولي لدعم الجيش اللبناني المقرر عقده في يونيو المقبل؟ استضافت روما المؤتمر التحضيري بشأن دعم لبنان وتعزيز القوات المسلحة انطلاقا من أن استقرار لبنان ومكافحة الإرهاب يشكلان عاملين أساسيين لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة، لاسيما فيما يخص دعمه في مواجهة اللاجئين السوريين.. وسنتواصل في دعم لبنان من خلال دورنا في قوات حفظ السلام «اليونيفل» جنوبلبنان، ونحن نستعد لاستضافة المؤتمر الدولي بشأن لبنان في يونيو القادم، ولا بد من التركيز على فعالية القوات المسلحة وكفاءتها لاسيما ما يخص حماية الحدود ومكافحة الإرهاب.