أكد وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفله احترام بلاده للاختيارات الديمقراطية للناخب الأمريكي، لافتا الى أن الولاياتالمتحدة شريك مهم للاتحاد الأوروبي في تعزيز الأمن والاستقرار في العالم. وحذر فسترفله من تأثير سلبي خطير لاستمرار نزيف الدم السوري على المنطقة. وأكد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة، مطالبا المعارضة السورية بتوحيد صفوفها. وأكد أن ألمانيا تعتبر المملكة شريكاً مهماً وحيوياً، موضحا أن العلاقات ما بين الرياضوبرلين مبنية على الصداقة والاحترام المتبادل، وفيما يلي نص الحوار: كيف تنظرون الى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة؟ نتابع باهتمام بالغ انتخابات الرئاسة الأمريكية التي ستجرى يوم الثلاثاء المقبل. ولدينا ثقة في أن الادارة التي ستتمخض عنها ستواصل العلاقات المتينة مع المانيا والاتحاد الأوروبي، لأن الولاياتالمتحدة شريك مهم لنا لتعزيز الأمن والاستقرار في العالم. ونحن سنحترم رأي الناخب الأمريكي واختياراته الديمقراطية. انهارت هدنة عيد الأضحى التي دعا إليها المبعوث الأممي العربي الأخضر الابراهيمي واستمرت أعمال العنف، فما تقييمكم لتطورات الأزمة السورية؟ من المؤسف أن هدنة عيد الأضحى لم تحقق أهدافها رغم الجهود التي يبذلها الابراهيمي، حيث وأدها النظام السوري في مهدها. ونحن من جانبنا أعلنا عن زيادة الدعم الذي نقدمه للاجئين السوريين في لبنان والأردن وتركيا ويشمل ترتيب العودة الى منازلهم في البلاد بعد حل الأزمة. وفي ذات الوقت توجه المبعوث الألماني للشرق الأوسط السفير روجه الى لبنان للتشاور مع المسؤولين اللبنانيين حول وضع اللاجئين السوريين في لبنان. وعلى الجانب الأوروبي شددنا العقوبات على دمشق ونطالب المعارضة السورية بموقف واضح ينطوي على الاحترام والتسامح في ما يتعلق بالأديان. فهكذا توجه سيعطي الثقة لجميع السوريين في أن يعيشوا في جو سلمي يحترم مختلف الأديان والثقافات. ولكي يتم التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية من المهم أن يتعاون مجلس الأمن مع المجتمع الدولي من أجل التوصل الى الحل المنشود وترتيب عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم. ولا شك في أن لاستمرار نزيف الدم في سورية تأثيرا خطيرا جدا على المنطقة. تصدر الملف السوري جدول أعمال مباحثاتكم مع وزير الخارجية التركي في برلين مؤخرا، فما هي أبرز نتائج ذلك الاجتماع؟ لقد اتفقنا على أنه من الضروري أن تكون هناك اجراءات لوقف نزيف الدم. وتشاورنا حول الجهود التركية لاستقبال مائة ألف لاجئ سوري. ولا ننسى أن تركيا شريكة وعضو فاعل في حلف شمال الأطلسي، حيث أكدت لنظيري أحمد داؤود أوغلو أننا نقف الى جانب أنقرة ونسعى لزيادة الدعم المقدم من بلادنا للاجئين السوريين. كما تشاورنا حول مهمة المبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي الذي التقيناه سويا في اسطنبول. واطلعنا على المشاورات التي يجريها مع أعضاء مجلس الأمن للتوصل الى حل لأزمة سورية. وتعرفنا على وجهة النظر التركية التي تنادي بفرض حظر جوي على سورية وهو أمر يتطلب قرارا من مجلس الأمن. وأكدنا على موقفنا الذي يهدف الى التوصل الى حل سياسي للأزمة ويطالب بتوحيد صفوف المعارضة ويحذر من تشتتها. أجريتم في الآونة الأخيرة اتصالات مهمة مع نائب وزير الخارجية السعودي سمو الأمير عبدالعزيز بن عبدالله، فهل لكم أن تطلعونا على ما تم بحثه في لقائكما؟ أكدت خلال لقائي مع سمو الأمير عبدالعزيز بن عبدالله في برلين مؤخرا على متانة العلاقات التي تربطنا مع المملكة العربية السعودية. وشددت على أن السعودية شريك مهم ومحوري لألمانيا وأن العلاقات بين البلدين مبنية على الصداقة والاحترام المتبادل، حيث تتعاونان في مجالات عديدة. وتوافقنا خلال اللقاء على أمور دولية لا سيما ما يتعلق بالأزمة السورية والمخاوف من انتشار وتيرة التوتر والخطر على باقي المنطقة. كما تطرقنا الى الملف النووي الايراني وتأثيره على أمن واستقرار منطقة الخليج التي نعتبرها منطقة استراتيجية مهمة. وكذلك توافقنا حول المقترحات المتعلقة بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل. ما تقييمكم لعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط؟ من المهم جدا أن نعرف أن الأمن والاستقرار لن يتحققا بالنسبة لاسرائيل والفلسطينيين إلا عبر عملية سياسية موسعة ومفاوضات تنتهي بتحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة. وقد طالبنا بأن يتم استئناف المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. وأؤكد هنا على مبدأ الحوار المباشر بين الطرفين وخيار الدولتين. طالبتم بافتتاح مكتب للأمم المتحدة في مصر، فما السر وراء ذلك المطلب؟ لا شك في أن الأحداث العربية تشكل تحديا كبيرا على مختلف المستويات، عربيا واقليميا ودوليا. وقد انتهزت فرصة رئاسة المانيا لمجلس الأمن في شهر سبتمبر الماضي، وجلسة تشاور مع وزراء خارجية الدول العربية في نيويورك بمبادرة ألمانية اتفقنا خلالها على أن يكثف مجلس الأمن التعاون مع الجانب العربي ممثلا في جامعة الدول العربية لا سيما بشأن الأزمة الطاحنة في سورية. ووجهنا مطلبا للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتقديم مقترحات لتوسيع التعاون بين مجلس الأمن والدول العربية. ورحبنا بالدور الذي تضطلع به جامعة الدول العربية واقترحنا افتتاح مكتب للأمم المتحدة في القاهرة التي تستضيف مقر الجامعة العربية.