يتكبد أهالي الحرث مشقة السفر لمسافات طويلة لإجراء العمليات الجراحية بسبب استمرار إغلاق قسم العمليات والنساء والولادة في مستشفى الحرث العام منذ افتتاح المستشفى. ويتعرض الأهالي لقلق نفسي عميق خاصة في حالات الولادة أو حتى جراحات اليوم الواحد. وأوضح ل «عكاظ» مصدر مطلع في إدارة مستشفى الحرث أن إغلاق الأقسام جاء على خلفية رفض الأطباء العمل في المستشفى بسبب غياب العوامل الجاذبة من خدمات وسكن ومميزات أخرى، إضافة إلى العامل الأساسي الذين جعل الكثيرين من الأطباء على رفض العمل في المستشفى وهي أنها بعيدة على الحدود اليمنية. وأضاف، تمت مخاطبة الشؤون الصحية بجازان لإيجاد حل لتلك الأقسام لكنه دون جدوى حيث تسبب ذلك في معاناة متكررة للأهالي الذين يجرون عمليات لمرضاهم في مستشفيات أخرى، ويتم إعادتهم إلى المستشفى لمتابعة حالتهم، وهذا ما تسبب في الكثير من المعاناة لدى الكثيرين من المرضى، إضافة إلى المشاكل التي تواجه النساء أثناء الولادة وذلك بسبب غياب الكادر الطبي المتخصص في المستشفى مما يجعل الكثير منهم قطع مسافة أكثر من 50 كلم للبحث عن سرير تضع فيه مولودها. وأوضح ل «عكاظ» عدد من الأهالي ومنهم أحمد مجرشي أن قسم العمليات مغلق منذ افتتاح المستشفى منذ عامين حيث نضطر إلى نقل من يحتاج إلى عملية إلى المستشفيات المجاورة مما يضاعف معاناة المريض، خاصة الذين هم في حاجة إلى عملية جراحية سريعة مستشهدا بقريب له تعرض إلى حادث مروري كاد أن يفقد حياته عندما تم نقله إلى مستشفى الحرث ليأتي الرد أن قسم العمليات مغلق مما أجبرنا على الانتقال به إلى مستشفى صامطة، حيث قال لنا الأطباء إن المصاب تعرض إلى نزيف من الدماء نتيجة تأخر معالجة الإصابة، وأن حالته خطرة. وبين عبدالله كعبي أن زوجته تعرضت لحالة ولادة وتم نقلها على وجه السرعة إلى مستشفى الحرث، لكن المدير أكد لهم أن القسم مغلق، وعليهم الاتجاه إلى أقرب مستشفى الذي يبعد 43 كلم، وأثناء سيري في الطريق داهم الطلق زوجتي مما اضطرت للولادة داخل المركبة، وتعرضت لمضاعفات كبيرة ونجاها الله، بعدما لازمت السرير الأبيض لفترة تزيد عن خمسة أيام. إلى ذلك أبدى عدد من الأهالي ضعف الخدمات الطبية في المستشفى حيث يحتاج المريض إلى دخول عنصر الواسطة في الحصول على كرسي للتنويم أو لإجراء أشعة أو تحليل في المختبر. وتعجب حسين هزازي من وضع المستشفى الذي يستقبل حوادث مرورية وحالات مرضية مستعجلة دون اكتمال الكوادر الطبية به والأقسام الأساسية مثل غرف العمليات وقسم العناية المركزة. وأضاف عمر كعبي أن المريض عندما يصل إلى المستشفى في حالة خطيرة تستدعي التنويم، يبادر المنسق في المستشفى بالبحث له عن كرسي تنويم للمريض ويستغرق ذلك وقتا من خلال الاتصال بالمستشفيات الأخرى بسبب قلة الكراسي في المستشفى.