طالب المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري بتضافر الجهود الإسلامية لمحاربة التطرف وتجفيف منابعه، إذا أرادت الأمة الإسلامية بناء أرضية مشتركة للعمل فيما بين دولها، موضحا أن التطرف يعوق التقارب والتحاور بين الحضارات والثقافات، وقال في ندوة: «منظمة الإيسيسكو وتحديات الدفاع عن الثقافة الإسلامية» خلال استضافته في ملتقى إعلاميي الرياض البارحة الأولى: «الإيسيسكو تحث على الوسطية والاعتدال من خلال برامجها وأنشطتها التي تنفذها في العالم الإسلامي، تنفذ برامج لتوعية الشباب بمخاطر هذا الفكر المتطرف الذي لا يعكس هويتنا الدينية والثقافية والحضارية، والمنظمة ترفض الطائفية وتعمل على إزالتها وتذوبيها بين أبناء الوطن الواحد لتعزيز الوحدة الوطنية وتقويتها»، وذكر أن المنظمة أطلقت حتى الآن آلاف البرامج والأنشطة في معظم الدول الإسلامية، وكان لها أثر ملموس في تنمية العالم الإسلامي، ومنها برامج تعزيز البحث العلمي، وبرامج محو الأمية. واتهم التويجري بعض الناشطين والمهتمين بالمجال الثقافي والتربوي بأنهم لا يعلمون عن المنظمة إلا الشيء القليل، ويعتقدون في ضوء ذلك أنها منظمة تنظيرية ولا تملك برامج تنفيذية وهذا يخالف الواقع، واشتكى من ضعف الميزانيات المخصصة للبرامج الثقافية في الدول الإسلامية، لافتا إلى أن البناء الثقافي يمثل الخط الأول لحماية المجتمعات وتحصينها من غزو الثقافات الأخرى، وقال: «الحوار ليس ترفا فكريا، بل ضرورة حيوية للإنسان في كل العصور، ومن هذا المنطلق فالمنظمة ترفض الانغلاق المجتمعي وتعزز للانفتاح على الحضارات والثقافات المختلفة في كل المسارات الفنية والتراثية والمتحفية، وكل ما يساهم في التقارب والتعايش مع الآخرين مع التأكيد بالتمسك بتراثنا وهويتنا، والمنظمة دائما تستفيد من دور الشخصيات العالمية غير الإسلامية التي تدفع باتجاه الحوار والتقارب بين الثقافات»، مؤكدا أن المنظمة تولي عناية خاصة بالتعريف بالصورة الصحيحة للدين الإسلامي الحنيف وللثقافة والموروث الإسلامي من خلال برامج وأنشطة مكثفة ومركزة، وتعمل على نشر قيم ثقافة العدل والسلام ومبادئ حقوق الإنسان والحرية وفقا لمنظور الحضارة الإسلامية، ودعا التويجري الإعلاميين إلى التعريف بالمنظمة وأهدافها وبرامجها ورسالتها من خلال وسائلهم الإعلامية المختلفة، حتى يتحقق التكامل المنشود بين المؤسسات الإعلامية والثقافية والتربوية. ومن جهته، طالب الدكتور حمزة المزيني، في مداخلته، بإعادة النظر في الاسم المختصر للمنظمة؛ لأنه لا يمت للغة العربية بصلة بحسب قوله ومن الأولى أن يكون للمنظم اسم مختصر ذو دلالة عربية، مشيدا بفصاحة الضيف، ودعا إلى تبني المنظمة لبرامج تمس اهتمام المثقفين والمجتمعات الإسلامية، فيما طالب عضو مجلس الشورى السابق الدكتور عبدالرحمن العناد بأن تحسن المنظمة استخدام الإعلام في التعريف بالمنظمة وبرامجها، متهما المنظمة بالعيش في عزلة عن شريحة كبيرة من المجتمعات الإسلامية، في حين أثنى الملحق الثقافي في الدوحة الدكتور عبدالرحمن السماعيل على جهود المنظمة، معتبرا أن عدم معرفة الإعلاميين بجهود المنظمة لا يلغي ما أنجزته خلال عمرها الطويل، وشدد على أهمية دعم المنظمة باعتبارها مؤسسة إسلامية حيوية ومشتركة بين الدول الإسلامية وشعوبها.