«الطرفية».. بلدة تقع على مسافة 20 كيلومترا شمالي شرق مدينة بريدة، تعد من أقدم بلدات منطقة القصيم من الناحية التاريخية، ويكسبها موقعها على محاذاة المنتزه الوطني لمنطقة القصيم أهمية إضافية، كون هذا المنتزه مرتاد من مئآت الآلاف من الأهالي خصوصا في مهرجانات الربيع السنوية، ذلك غير عشاق الرحلات البرية طوال فترة الشتاء. ورغم كل هذه الميزات، إلا أن هذه البلدة ما تزال في حاجة إلى استكمال خدمات عديدة، فهي تفتقر إلى الأسواق، وتفتقر إلى ما يكفي من الوحدات السكنية المفروشة، ولا حدائق أو ملاعب أو مضامير للشباب، كل ما هنالك بيوت مهجورة لا يهتم بها أحد، ومشروع صرف صحي لم يكتمل حتى أصبح مرتعا للهوام التي تسكن مياهه الملوثة ذات اللون الأحمر، بالإضافة إلى الطرق غير المناسبة، والمخطط الجديد الواقع جنوب البلدة والذي يعاني هو الآخر من سوء خدمات من إنارة وغير ذلك مما تحتاجه المخططات الجديدة. ماذا يقول أهالي الطرفية عن وضعهم؟، هذا السؤال أجاب عليه عدد منهم عندما التقتهم «عكاظ» في هذه الجولة.. محمد عبدالله الحربي، أحد سكان الطرفية، قال لنا: ينقص بلدتنا الشيء الكثير، فليس لدينا متنفس مثل الحدائق أو مضامير لممارسة الرياضة، والمياه ملوثة وغالبا ما تصلنا بلون أحمر وكأن بها زيت، وهي لا تصلح للشرب أو حتى للاستخدامات الأخرى، في بلدتنا أحواش مهجورة وموحشة، وسيارات تالفة في كل أطرافها، وعمالة سائبة تقطن وسطها، وحظائر أغنام داخل الأحياء السكنية. واستطرد: يسكن هذه البلدة حوالي سبعة آلاف نسمة، ورغم ذلك، حالة الخدمات دون المتوسط، حتى مجمع التعليم الذي يعد جديدا ويحوي مدرسة متوسطة وثانوية، يعاني من تصدعات وتشققات في الأسوار الداخلية له، وقد بدئ مؤخرا في ترميمه لكننا نلاحظ أن عملية الترميم بطيئة للغاية. كذلك تحدث خالد علي التويجري، وهو واحد من الأهالي أيضا، وشرح مشاكل أخرى بقوله: الشوارع سيئة، ونحتاج إلى صراف آلي حيث نضطر إلى قطع حوالي 20 كيلومترا لبريدة أو 45 كيلومترا لمحافظة الأسياح، وأنا أستغرب إهمال البنوك في هذه المسألة، كما أننا نحتاج للحدائق، ونطالب بطمر المستنقعات الواقعة جنوبي البلدة، كما أن شبابنا يمارسون رياضاتهم في ملاعب ترابية غير صالحة ونعتبرها خطرة عليهم، ومدخل الطرفية من الطريق الموصل لمحافظة الأسياح يحتاج إلى تطوير لتزيين وجهها من حيث التشجير والمناظر الجمالية، ثم هناك الطريق الموصل إلى بريدة وهو بعيد جدا، حيث نضطر إلى الذهاب إلى طريق الأسياح ثم الرجوع من عسيلان لبريدة، ونتمنى اهتمام أمانة المنطقة بهذه البلدة في عدد من الخدمات الضرورية مثل حديقة البلدة التي تم اعتمادها في الوسط منذ سنوات، ولكن لم يحرك في مكانها ساكنا حتى الآن، كما أن بلدتنا غائبة عن الإنترنت ونواجه ضعفا كبيرا في هذه الخدمة المقدمة من شركات الاتصالات. عبدالله فهيد، قال أيضا: إن شبان البلدة لا يجدون متنفسا لهم مع غياب المسطحات الخضراء أو الحدائق، حتى أنه لا يوجد مركز للهلال الأحمر ولا مركز للدفاع المدني ولا مخفر للشرطة، ولا سوق للخضار أو اللحوم. وتحدث إبراهيم صالح التويجري أيضا، بأن الطرفية لم تأخذ حقها من الخدمات كما ينبغي رغم عمرها الذي تجاوز المائة عام، ونتطلع إلى استكمال الخدمات بها. أيضا، عبر حمود بن عبدالعزيز التويجري وهو أحد أعيان البلدة، عن أمنيات السكان باعتماد بلدية خاصة بالطرفية تقوم على تنميتها وتحسين مداخلها، بالإضافة إلى ربطها بطريق الأمير نايف بن عبدالعزيز عن طريق جسر شركة معادن مرورا بطريق الأسياح وقرية السويدة حتى طريق الأسياح، ما يوفر مبلغا يقدر ب 150 مليونا بدلا من الكباري الثلاثة التي سيتم تنفيذها، وإذا تم ذلك فإنني أتوقع أن تسهم في تطوير البلدة، وبالنسبة للخدمات، نحن لدينا مشاكل ونريد إنشاء حدائق وميادين لتظهر البلدة بأجمل مما هي عليه الآن، كذلك تحتاج البلدة إلى ملاعب للشباب بدلا من الملاعب الترابية. وأشار الشيخ حمود في حديثه إلى نقطة أخرى، قائلا: هناك نقطة هامة، فكما يعلم الجميع أن المنتزه الوطني للقصيم الذي تقع بلدتنا بموازاته، ومع ذلك فإن المؤسسات الرسمية والأهلية لا تهتم بإنشاء أي مرافق فيها، موضحا أن الطريق الجديد الذي يخرج من بلدة عسيلان لا يخدم البلدة، إذ إنه يتوقف قبل سكة القطار التي تبعد حوالي 4 كيلومترات، وأضاف: نريد أن نكون مرتبطين بمن حولنا بطريق مزدوج، إذ نشعر بأننا معزولون عمن حولنا من البلدات الأخرى. فيما يرى أحمد العبدالله، أن الذاهبين والعائدين إلى أعمالهم في بريدة يوميا يعانون من الازدحام الذي يحدث عند نقطة تفتيش السجن التي أنشأت مؤخرا، ويتضرر من ذلك أولئك القادمين إلى البلدة للتنزه، وأحيانا يكون هناك طابور طويل من السيارات، وأقترح أن يتم تحويل طريق السجن ونقل النقطة للتخفيف من هذه الأزمة التي تحدث أحيانا خصوصا عند تواتر وصول المتنزهين في المنتزه البري.