مر خلال هذا الموسم عدد من المدربين الذين أشرفوا على تدريب الفرق السعودية ما بين مدربين عالميين مشهود لهم ومدربين عرب ووطنيين استطاعوا اقتحام حصون تدريب الفرق السعودية.. ضيوف جريدة «عكاظ» وضعوا المدربين تحت المجهر، مبينين مميزاتهم وعيوبهم خلال مواجهات الموسم، ومدى فائدة استمرارهم قياسا بما قدموه لفرقهم بما ينعكس فائدة تواجدهم على مسيرة الكرة السعودية، مشددين على سلبية بعض الإدارات لعدم منحهم المدرب الوقت الكافي لينفذ مخططاته، معتمدين في تقييمهم لعمله على النتائج الوقتية. حيث لم يخف المدرب الوطني جاسم الحربي تعاطفه مع غالبية المدربين الذين مروا وسيمرون في قادم الأيام على الكرة السعودية، لأن الأندية السعودية تحاسب المدرب على النتائج الوقتية دون إعطائه الوقت الكافي ليبلور فكره بما ينعكس إيجابا على مستوى اللاعب السعودي والفرق الرياضية، بالتالي تعود الفائدة على الكرة السعودية من خلال ما اكتسبه اللاعبون من فكر المدرب، وهذا ما سيصعب مهمة من أراد وضعهم تحت المجهر قياسا بتغيير غالبية الفرق لأجهزتها الفنية أكثر من مرة، ولهذا ذهب المدرب الأخير في هذا التقييم ضحية لعمل من سبقه، ولعل الشيء الجميل هو اقتحام المدرب الوطني لقمة هرم التدريب في الأندية السعودية ما يمنحنا أملا كبيرا بالالتفات إليه في قادم المواسم. وبدوره، اتفق المدرب الوطني بندر الأحمدي على ما ذكره الحربي مثنيا على ما قدمه المدربون للكرة السعودية، مبينا تفاوت نجاحاتهم على مستوى أداء فرقهم، ذاكرا في الوقت نفسه صعوبة وضع المدربين تحت المجهر باعتبار أنهم أبناء مهنة واحدة، ذاكرا في الوقت نفسه وقوف ظروف معينة أو تقصير إداري في تنفيذ مخططاتهم، وبالتالي يحدث القصور في أدائهم لعملهم، مستشهدا بمدربين لم يقدموا ما لديهم وبعد أن وفرت مطالبهم قادوا فرقهم للنجاح. من جانبه، يقول المدرب الوطني بندر الجعيثن: يعتمد نجاح المدرب على عدة عوامل، تقف الإمكانات الفنية للفريق وتوافر العناصر القادرة على ترجمة فكره داخل الميدان، بالإضافة إلى الاستقرار الإداري من أهم تلك العوامل باعتبار أن المدرب يملك 30 % من مقومات النجاح، وهذا ما أكدته مسيرة الفرق في هذا الموسم والتي حصد النصر بطولته بعد أن توافرت لمدربه عوامل النجاح المطلوبة. وفيما يلي ملخص لأهم الآراء في عمل الأجهزة الفنية لفرق دوري جميل حيث يقف على قمة هرمهم مدرب فريق النصر الأرجواني خوزيه كارينيو، والذي نجح بإيجاد توليفة قوية تمثل النصر وتحقق النتائج، فاستطاع أن يعيد العالمي لمنصات التتويج ساعده في ذلك تعرفه وبصورة كبيرة على لاعبي فريقه من خلال بقائه للموسم الثاني، بالإضافة إلى الاستقطابات التي انضمت للنصر سواء على المستوى المحلي أو الأجنبي، برغم إخفاق نصفهم بتقديم الإضافة للنصر ليتم إبعادهم، كما أنه تميز بحسن قراءته للمباريات وتدخلاته الفنية والتي لم تكن صائبة كلها لأنه بشر ومن طبيعة البشر الخطأ في التقدير أحيانا. ولعل من أبرز عيوبه دخوله لغالبية المباريات مشدود الأعصاب ما قد يؤثر على أداء لاعبيه، ولكن وإحقاقا للحق فقد كان تواجده إضافة للكرة السعودية نتمنى استمراره لتقديم المزيد. وحول مدرب الوصيف فريق الهلال الوطني سامي الجابر ذكروا أنه مشروع مدرب ناجح، ربما أحرقه الاستعجال على تواجده في الساحة، فلم يكن على قدر تطلعات الجماهير الهلالية من خلال تعودهم على البطولات والإنجازات، ومع ذلك حقق وصافتي الدوري وكأس ولي العهد وينافس بقوة على كأس الملك، وقد يؤاخذ على الجابر أن الجميع حفظ عن ظهر قلب طريقته وتدخلاته وتبديلاته التي لم يكن لها في الغالب إضافة على الفريق كمجموعة، فلذا نرى عدم جدوى استمراره حفاظا عليه وعلى مستقبله التدريبي. وأثنوا في حديثهم على عالمية مدرب الفريق الأهلاوي البرتغالي فيتور بيريرا، ولكنه لم يكن موفقا خلال تواجده، برغم أنه منح فريق الأهلي شخصية ميزه بها من ناحية الاستحواذ واستخلاص الكرة، ولكن لم يكن لهذا الاستحواذ فائدة على نتائج الفريق لاستغنائه عن تواجد المهاجم الصريح وعدم توفيقه باختيار العنصر الأجنبي الذي يوازي من تم الاستغناء عنهم، ولعل من أكبر عيوبه غياب الجوانب الإبداعية في تدريبه وإصراره على تنفيذ مخططات وطرق لا تتوافق مع فكر اللاعب السعودي، فلذا وبرغم عالميته فإنه لا يستحق البقاء لأنه يتعامل بطرق قد تتناسب مع غير فكر وطريقة اللاعب السعودي. وانتقد الضيوف عمل المدرب الشبابي التونسي عمار السويح من خلال مبالغته في الطابع الدفاعي على الفريق الشبابي، متأثرا بتعرفه السابق على طريقة الدوري السعودي، فعمل على إيجاد تنظيم دفاعي جيد لفريقه والذي حد وبشكل كبير من غياب متعة الأداء الشبابي، كما غيب الطرق الهجومية التي عرف بها الفريق، ونتيجة لهذه العيوب التي ظهر عليها الأداء الشبابي فلا قيمة فنية ترجى من استمراره على رأس الهرم التدريبي. ثم انتقل الحديث لمدرب فريق التعاون الجزائري توفيق روابح حيث أشادوا بالعمل الذي قدمه والذي انعكس على نتائج التعاون ومركزه المتقدم في هذا الموسم، وإن كان ونتيجة لعصبيته أنه قد يفقد لاعبيه شيئا من تركيزهم خلال سير المباراة، ودعوا إلى ضرورة استمراره فلديه الكثير ليقدمه. وعن المدرب الوطني خالد القروني فقد أشادوا بعمله خلال مسيرته التدريبية الطويلة وقربه من اللاعبين وتفهمه لنفسياتهم والتي منحته الأفضلية، واتفقوا على أنه من الظلم وضع تجربته الأخيرة تحت الحكم، لأنه ذهب كغيره ضحية لعمل من مر على فريق الاتحاد من مدربين خلال هذا الموسم أسهموا بفقده لشخصيته، بالإضافة للمشكلات الإدارية التي مرت عليه، وتمنوا بقاء القروني على قمة الهرم التدريبي ليعيد نجاحاته السابقة مع العميد. وبالنسبة لمدرب سابع الدوري فريق الفيصلي «الايطالي» جيوفاني فقد أكدوا على نجاحه بما يمتلكه من شخصية قيادية وجرأة في اتخاذ القرار الفني خلال سير المباراة، وهذا ما أضاف مزيدا من التألق لفريقه ونتائجه الأخيرة التي أسهمت بشكل كبير بابتعاده عن مناطق الخطر، وطالبوا من الإدارة الفيصلاوية بالعمل على بقاء جيوفاني لفترة قادمة سيكون من خلالها للفيصلي حضوره وتميزه. وعرجوا بحديثهم إلى المدرب التونسي فتحي الجبال مدرب فريق الفتح فوصفوه بالمميز الذي يكفي في تاريخه أنه حقق بطولة الدوري لفريق الفتح، مقدمين له العذر قياسا بمعرفة الفرق وتعاملهم مع الفتح بشخصية البطل ما أدى لتردي النتائج والتي ربما أسهمت انتقالات بعض لاعبيه وانكشاف طريقته أمام الفرق إلى عدم ظهور النموذجي بالنتائج المأمولة، ولكن برغم ذلك فإن الإدارة مطالبة بالحفاظ عليه لأنه أصبح جزءا لا يتجزأ من منظومة تفوق فريق الفتح. ومنحوا شهادة النجاح لمدرب فريق الرائد البلجيكي مارك بريس قياسا بما قدمه من عمل مميز ظهرت نتائجه من خلال صحوة الفريق في الجولات الأخيرة بعد أن عمل على معالجة أوضاع لاعبيه بعد الإخفاقات التي تسبب فيها من سبقه من المدربين، مؤيدين وعطفا على مستوى الرائد استمراره لموسم آخر يكون من خلاله مسؤولا عن الانتدابات، ومشرفا على فترة الإعداد ليظهر الرائد معه بصورة جيدة في الموسم القادم. بينما اتفق الجميع على رمي مسؤولية تردي نتائج فريق الاتفاق وموقعه في الدوري على إدارته من خلال تخبطها في اختيار الكادر التدريبي للفريق، بدءا من الألماني بوكير وانتهاء بغوران، مشيدين بالنقلة التي أحدثها تواجد المدرب الروماني إيوان أندوني على مستوى ونتائج فريق الاتفاق، مستثمرا معرفته السابقة بلاعبيه، ولكنهم انتقدوا ما يعتري المدرب من برود قاتل ربما ترجع للتدخلات الإدارية في عمله ما يؤكد أن شخصيته ضعيفة لا تساعد على الإبقاء عليه في قادم المواسم. وامتدحوا قدرة مدرب فريق العروبة التونسي جميل بلقاسم وتميزه في اللعب بحسب الإمكانات المتوفرة له وواقعيته التي أوصلته للاختيار الموفق للعناصر، يضاف لذلك تدخلاته الجيدة خلال سير المباراة معتمدا على واقعيته ومعرفته بالأهداف الأولوية لفريقه، وذكروا أن من عيوبه مبالغته الدفاعية غير المبررة أحيانا، خاصة في المباريات التي تجمعه مع منافسيه فتسببت في خسارة الفريق لنقاط أوصلته لمركز خطر في سلم الترتيب العام، ولكن برغم ذلك فإن استمراره مطلبا ملحا للحفاظ على هوية العروبة في قادم المناسبات. ووصفوا مدرب فريق الشعلة الإسباني خوان ماكيدا بالمنقذ المميز في عمله قياسا بما أضافه على مستوى ونتائج الفريق والتي نقلته مع حلول القسم الثاني من الدوري لمرحلة جيدة بما ناله من نقاط حسنت موقعه، فهو يمتلك الروح العالية التي أبرزت ما لدى لاعبيه، والذي انسجم معهم بصورة سريعة، كما أنه يملك قراءة رائعة للمباريات ومعرفة بمستويات الفرق التي يقابلها ولو كان موجودا من البداية لظهر فريق الشعلة بمستوى مغاير عما ظهر به، وهذا ما يتطلب من الإدارة محاولة الإبقاء عليه لموسم آخر. وعلى النقيض من ذلك فقد صبوا جام نقدهم على مدرب فريق نجران السوري نزار محروس من خلال تردي أوضاع الفريق في عهده والتي أفقدت نجران الصورة الجيدة التي عرف بها، فظهر حملا وديعا للفرق ما أسهم بدخوله الفعلي في مناطق خطر الهبوط، حيث حملوا الإدارة المسؤولية، لإصرارها على استمراره، والتي كان يجب عليها إبعاده والبحث عن مدرب عارف بمتطلبات وأهداف الفريق. وأخيرا نال عمل مدرب فريق النهضة جلال القادري الثناء والإشادة والتي نجح من خلاله بإيجاد مجموعة متناغمة للفريق النهضاوي، وأسهم بتحسن مستويات ونتائج الفريق المتأخرة وهو كمن سبقه ذهب ضحية لتواجد الروماني بلاتشي والذي ذبح الفريق من الوريد إلى الوريد، وأيدوا استمراره مع الفريق في دوري ركاء لأنه قادر على إعادته لدوري الأضواء بأسرع وقت.