لزيادة اعداد وتنمية الزهور في ارياف اليابان، هناك تقليد سنوي، حيث يطلقون فيه عشرات الآلاف من البالونات الملونة، في مهرجان حافل وراقص، وتحوي تلك البالونات بذورا شتى، وهي مبرمجة على أن تتفجر بالتتابع حسب ما توجهها الرياح، فتنمو تلك الزهور اينما وقعت، وهذه الطريقة الحضارية الراقية أثبتت جدواها، لأن الزهور تكاثرت بعد ذلك تلقائيا وطبيعيا بدون تدخل الإنسان. وتخيلت حسب تخيلاتي (الهمايونية)، لو أن تلك البالونات، قد أطلقت في سماوات العراق وسوريا في هذه الأيام مثلا بدلا من البراميل المتفجرة، فهل سوف تسلم تلك البالونات الملونة التي تريد أن تنشر السلام والمحبة والجمال، هل سوف تسلم ممن (يقوصونها) ؟! عن أي زهور انا أتكلم ؟!، ودماء عشرات الآلاف من الأطفال، بعضها جف، وبعضها لم يجف بعد. وإنني لا زلت استصرخ ببيت شعر (المتنبي) الخالد، وكأنه لا زال يعيش بيننا: (يا أمة ضحكت من جهلها الأمم). المصيبة أن الموضوع لم يعد جهلا، ولكنه (مهزلة) مميتة وبشعة، فهل لا زال هناك بقية من عقل في هذا الجزء المنكوب من العالم، الذي يسمى (بالعالم العربي)؟!، إنني لا أشك فقط، ولكنني (أبصم) بأصابع قدمي. ٭٭٭ «الديموقراطية هي قدرة البراغيث على التهام الأسود» ولكنها مع ذلك تظل هي أفضل الأسوأ. ٭٭٭ من المؤكد أن الإنسان لا يرى الحقيقة إلا مرتين اثنتين: في الحب، وفي الموت، وإنني على أتم الاستعداد أن أكون أعمى (بصر وبصيرة) ولكن على شرط أن يكون ذلك قبل دقائق قليلة من النزع الأخير في حياتي. ٭٭٭ في سنة من السنوات في (ديرة) ما من ديار أوروبا، كنت من ضمن الركاب في أحد الأتوبيسات، وكانت المقاعد ممتلئة إلا من مقعد واحد، وتوقف الأتوبيس بمحطة، كان فيها امرأتان واحدة منهما عجوز والأخرى شابة فائقة الجمال، فقال لهما السائق: ليس هناك مجال للركوب إلا لواحدة منكما، فقالت له الشابة: هل يرضيك أن تفصل بنتا عن أمها؟!، فرد عليها السائق الأرعن: طبعا لا يرضيني وأقفل الباب في وجهها وانطلق، وكنت في هذه الأثناء قد وقفت بعد أن أخذتني الشهامة العربية الجاهلية، وقلت للسائق بعد أن قطع مسافة لا بأس بها: يا ليتك تمهلت قليلا لأنني كنت على الاستعداد أن أضحي بمقعدي لتلك البنت، فتفاجات به يتوقف وهو يشير للباب بعد أن فتحه قائلا لي: بما معناه ما فات شيء، هيا تفضل انزل، (فتلعثمت) ولم استطع الرد، ولكنني رجعت إلى مقعدي ونظرات الركاب تلاحقني بإشفاق. فعلا ما اسخف من يريد أن (يتفلحن) وما هو قد (الفلحنة).